للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَصَلَّى بِنَا، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنَا عَنْ حَجَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

===

والمشجب - بكسر الميم وسكون الشين المعجمة وجيم مفتوحة ثم جاء موحدة -: هو اسم لأعواد مجموعة؛ أي: مربوطة أعلاها بحبل مفرقة أسافلها لتقوم، يوضع عليها الثياب ومتاع البيت.

وعبارة السندي: والمشجب: أعواد يضم رؤوسها، ويفرج بين قوائمها، يوضع عليها الثياب، قال النووي: فيه جواز الصلاة في ثوب واحد مع التمكن من الزيادة عليه.

(فصلى بنا) جابر الصلاة، ولم أر من عين تلك الصلاة، وفيه جواز إمامة الأعمى للبصراء، وأن صاحب البيت أحق بالإمامة من غيره.

قال محمد بن علي راوي الحديث عن جابر: (فـ) لما فرغ من الصلاة بنا .. (قلت) له: يا عم (أخبرنا عن) صفة (حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم) وجملة القول مفسرة لقوله سابقًا: (فسألته) فهي معطوفة عليه؛ أي: فقلت في سؤاله: أخبرنا عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيفيتها، والمراد بها: حجة الوداع.

والوداع - بفتح الواو -: اسم مصدر لودَّع توديعًا؛ كسلَّم سلامًا، وكلَّم كلامًا، وقيل: بكسر الواو مصدر قياسي لوَادَع وداعًا وموادعةً، من باب فاعل الرباعي، سمي بذلك: إما لوداعه صلى الله عليه وسلم الناس، أو الحرم في تلك الحجة، وهي بفتح الحاء وكسرها.

قال الأبي: وحديث جابر هذا عظيم القدر، قد اشتمل على فوائد كثيرة من الدين، بينها النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من الدنيا وانتقاله إلى ما أعبد الله له من الكرامة، ولم يبق النبي صلى الله عليه وسلم بعد حجته هذه إلا قليلًا بعد أن أشرقت الأرض بنوره، وعلت كلمة الإيمان به. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>