مال الكعبة، فلم يقسمه بينهم و (لقد جلس عمر بن الخطاب) رضي الله تعالى عنه في زمن خلافته (مجلسك) هذا (الذي جلست فيه) الآن (فقال) عمر: (لا أخرج) من هذا البيت (حتى أقسم مال الكعبة) أي: المدفون فيها (بين فقراء المسلمين).
ولفظ البخاري:(لقد هممت ألا أدع فيها صفراء) أي: الذهب (ولا بيضاء) أي: الفضة (إلا قسمته)، وفي لفظ له:(إلا قسمتها بين المسلمين).
وعند الإسماعيلي:(لا أخرج حتى أقسم مال الكعبة بين فقراء المسلمين) أي: بين المحاويج منهم.
قال القرطبي: غلط من ظن أن المراد بذلك: حلية الكعبة، وإنما المراد: الكنز الذي فيها؛ وهو ما كان يهدى إليها، فيدخر ما يزيد على الحاجة.
وقال ابن الجوزي: كانوا في الجاهلية يهدون إلى الكعبة المال؛ تعظيمًا لها، فيجتمع فيها مال كثير.
قال شيبة بن عثمان الحجبي: فـ (قلت) لعمر: (ما أنت فاعل) ذلك؛ أي: قسم مالها بين المسلمين (قال) عمر: والله؛ (لأفعلن) ذلك؛ أي: قسم مالها بين المسلمين، ثم (قال) عمر لشيبة: (ولم ذاك؟ ) أي: ولأي سبب وعلة قولك لي: ما أنت فاعل ذلك القسم؟ قال شيبة:(قلت) لعمر: سبب قولي لك: ما أنت فاعل ذلك (لأن النبي صلى الله عليه وسلم) في زمان حياته (قد رأى مكانه) أي: مكان مال الكعبة (وأبو بكر) الصديق رضي الله تعالى عنه