للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَمَا تَأْمُرُنَا بِهِ؟ قَالَ: "فِي كُلِّ سَائِمَةٍ فَرَعٌ تَغْذُوهُ مَاشِيَتُكَ؛ حَتَّى إِذَا اسْتَحْمَلَ .. ذَبَحْتَهُ فَتَصَدَّقْتَ بِلَحْمِهِ - أُرَاهُ قَالَ -: عَلَى ابْنِ السَّبِيلِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ خَيْرٌ".

===

قال الخطابي: الفرع: هو أول ولد تلده الناقة، وكانوا يذبحون ذلك لآلهتهم في الجاهلية، ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. انتهى.

أي: نذبحه (في الجاهلية) لآلهتنا (فما) ذا (تأمرنا به) في شأنه؟ هل نستمر على ذبحه كعادتنا أو تأمرنا بتركه؟ فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (في كل) ماشية (سائمة) في المرعى؛ يعني: غير معلوفة في البيت (فرع) أي: ولد (تغذوه) أي: تلده ماشيتك؛ من الغذي؛ كغني، قاله في "إنجاح الحاجة"، وقال السندي: تغذوه؛ أي: تعلفه.

وقوله: (ماشيتك) فاعل (تغذوه)، ويحتمل أن يكون (تغذوه) للخطاب، و (ماشيتك) منصوب، ولكن بتقدير مضاف؛ أي: تغذوه مثل ماشيتك، أو مع ماشيتك. انتهى منه.

(حتى إذا استحمل) ذلك الفرع والولد - بالحاء المهملة - أي: إذا قوي على الحمل؛ أي: على حمل المتاع عليه وصار بحيث يحمل عليه، قاله الخطابي.

وبالجيم؛ أي: حتى إذا صار جملًا (ذبحته فتصدقت بلحمه) على الفقراء والمساكين، قال خالد الحذاء: (أراه) أي: أرى أبا المليح وأظنه أنه (قال) عندما روى لي هذا الحديث: فتصدقت بلحمه (على ابن السبيل) أي: على المسافرين، وعلى سائر المحاويج (فإن ذلك) أي: إن ذبحه والتصدق بلحمه على ابن السبيل (هو خير) لك؛ أي: أجر وثواب لك عند ربك.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأضاحي، باب في العتيرة، والنسائي في كتاب الفرع والعتيرة، باب تفسير العتيرة، وأحمد

<<  <  ج: ص:  >  >>