(قال) أنس: (بعثت) وأرسلت (معي) والدتي (أم سليم) بنت ملحان بن خالد الأنصارية رضي الله تعالى عنها، قيل: اسمها سهلة أو رميلة أو رميثة أو مليكة، وهي العميصاء أو الرميصاء، اشتهرت بكنيتها، وكانت من الصحابيات الفاضلات؛ أي: بعثت معي (بمكتل) أي: بزنبيل (فيه رطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أجده) صلى الله عليه وسلم في منزله (و) الحال أنه قد (خرج) من بيته (قريبًا) أي: إلى مكان قريب من منزله، أو في زمن قريب إلى وقت حضوري إليه (إلى) منزل (مولىً) كان ولاؤه (له) أي: لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أر من ذكر اسم ذلك المولى، وجملة قوله:(دعاه) صفة لمولىً؛ أي: خرج إلى منزل مولىً كان ولاؤه لرسول الله صلى الله عليه وسلم داع ذلك المولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله (فصنع) أي: طبخ ذلك المولى (له) صلى الله عليه وسلم (طعامًا) يأكله إكرامًا له.
قال أنس:(فأتيته) صلى الله عليه وسلم؛ أي: جئته في منزل ذلك المولى (وهو) أي: والحال أنه صلى الله عليه وسلم (يأكل) ذلك الطعام الذي صنع له المولى (قال) أنس: (فدعاني) رسول الله صلى الله عليه وسلم (لآكل معه) ذلك الطعام المصنوع له (قال) أنس: (وصنع) ذلك المولى الذي دعاه لأجله صلى الله عليه وسلم (ثريدةً) وهو الخبز الذي ثرد وخلط بمرق ولحم؛ أي: صنع له ثريدة مخلوطة (بلحم وقرع) أي: دباء (قال) أنس: (فإذا هو) صلى الله عليه وسلم (يعجبه) ويعشقه (القرع) أي: الدباء؛