- بضم الراء على الأفصح - أي: إلا أن يضع (على) فم (إنائه) عرضًا (عودًا) صغيرًا؛ أي: إلا مِن وضعِ عُودٍ على فم إنائه عرضًا (و) أن (يذكر اسم الله) تعالى؛ أي: ومن ذكر اسم الله تعالى حين وضع العود على الإناء، والمراد بذكر الله تعالى هنا: خصوص التسمية .. (فليفعل) ذلك الذي تمكن منه من الوضع والذكر.
وقوله:(فإن الفويسقة) تصغير فاسقة؛ والمراد بها هنا: الفأرة .. تعليل للأمر بإطفاء النار، سميت بذلك؛ لخروجها من جحرها للإفساد على الناس؛ لأنها (تضرم) وتحرق (على أهل البيت) وأصحابه (بيتهم) بجر فتيلة النار وخيطها في نواحي البيت.
وقوله: "تضرم" من الإضرام؛ هو والتضريم والاستضرام: إيقاد النار وإشعالها، يقال: أضرم النار، وضرمها واستضرمها؛ إذا أوقدها، كذا في "القاموس"، ويقال: ضَرِمَت النارُ - بكسر الراء - أي: أَحْرقَتْ سريعًا.
ووقع في رواية عطاء عند البخاري في الاستئذان:(فإن الفويسقة ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت) وهو تعليل للأمر باطفاء السراج؛ كما مر آنفًا.
وقال القرطبي: في هذه الأحاديث أن الواحد إذا بات ببيت ليس فيه غيره وفيه نار .. فعليه أن يطفئها قبل نومه، أو يفعل بها ما يؤمن معه الاحتراق، وكذا إن كان في البيت جماعة؛ فإنه يتعين على بعضهم، وأحقهم بذلك آخرهم نومًا؛ فمن فرط في ذلك .. كان للسنة مخالفًا، ولأدائها تاركًا.
ثم أخرج القرطبي الحديث الذي أخرجه أبو داوود، وصححه ابن حبان