للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ، وَلَا يَشْرَبْ بِاللَّيْلِ مِنْ إِنَاءٍ حَتَّى يُحَرِّكَهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ إِنَاءً مُخَمَّرًا، وَمَنْ شَرِبَ بِيَدِهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِنَاءٍ يُرِيدُ التَّوَاضُعَ .. كَتَبَ اللهُ لَهُ بعَدَدِ أَصَابِعِهِ حَسَنَاتٍ، وَهُوَ إِنَاءُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ إِذْ طَرَحَ الْقَدَحَ فَقَالَ: أُفٍّ هَذَا مَعَ الدُّنْيَا".

===

سخط الله) وغضب (عليهم) باليد الواحدة متكبرًا من المتكبرين والجبارين واليهود والنصارى؛ أي: لا يشرب شربًا كشربهم، والظاهر أنهم اليهود، وقال الدميري: إنهم القردة.

وقال أيضًا: (ولا يشرب) أحدكم الماء (بالليل) أي: فيه (من إناء) لا غطاء عليه (حتى يحركه) أي: حتى يحرك ذلك الإناء، ليعلم هل دخل فيه شيء من الهوام أم لا؟ (إلا أن يكون) ذلك الإناء (إناءً مخمرًا) أي: مغطىً مستورًا بغطاء، فيشرب حينئذٍ ما فيه بلا تحريك؛ لتيقن عدم دخول شيء فيه.

(ومن شرب بيده) الواحدة (وهو) أي: والحال أنه (يقدر على) الشرب بـ (إناء) لوجدانه عنده، حالة كونه (يريد) ويقصد بشربه باليد (التواضع) والتذلل لنعمة الله والشكر عليها باستعمال يده فيها .. (كتب الله له) أي: لذلك المتواضع في صحيفة حسناته (بعدد أصابعه) التي شرب بها من خمس أو عشر (حسنات، وهو) أي: الشرب باليد (إناء عيسى ابن مريم) الذي يشرب به الماء (عليهما) أي على عيسى وأمه (السلام) والأمان (إذ طرح) ورمى عيسى (القدح) والكأس الذي كان معه، وشرب بيده تواضعًا لله تعالى، والقدح - بفتحتين -: كأس الشرب.

(فقال) عيسى: (أفٍّ) - بالكسر والتنوين - أي: أتضجر من الشرب بـ (هذا) الكأس (مع) ضجري من حياة (الدنيا) وشهواتها وزخارفها.

<<  <  ج: ص:  >  >>