قال القسطلاني: قوله: "منها الجنب" أي: قرحة صاحبة الجنب؛ ومعناه باليونانية: ورم الجنب من داخله، وهو من الأمراض الخطرة؛ لأنه يحدث بين القلب والكبد، وهو من سيئ الأسقام، وينقسم إلى قسمين: حقيقي، وغير حقيقي.
فالأول: ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن الأضلاع، ويعرض منه خمسة أشياء: الحمى، والسعال، والوجع الناخس، وضيق النفس، والنبض المنشاري؛ والنبض - بسكون الباء وفتحها -: حركة القلب والعروق في الحيوان، وتكون سريعةً وبطيئةً. انتهى "منجد".
والثاني: ألم يعرض في نواحي الجنب عن رياح غليظة مؤذية تحتقن بين الصفافات، فتحدث وجعًا من ذات الجنب الحقيقي، والعلاج المذكور في هذا الحديث إنما هو لهذا القسم الثاني؛ لأن العود الهندي هو الذي يدواى به الريح الغليظ.
قال المسيحي: العود حار يابس قابض يحبس البطن، ويقوي الأعضاء الباطنة، ويطرد الريح، ويفتح السدد، ويذهب فضل الرطوبة، قال: ويجوز أن ينفع من ذات الجنب الحقيقي إذا كانت ناشئة عن مادة بلغمية، ولا سيما في وقت العلة.
وخص ذات الجنب بالذكر دون البواقي؛ لأنه أصعبها؛ لأنه قلما يسلم منه من ابتلي به. انتهى منه.
قال القرطبي: قوله: "فإن فيه سبعة أشفية" بين منها في الحديث اثنين فقط، وسكت عن الخمسة، وقد ذكر الأطباء في كتبهم أن فيه من الأشفية أكثر مما في هذا الحديث.