وأتحفظ (بعزة الله) وجلاله وكماله الباهر (وقدرته) القاهرة (من شر) وضرر ووجع وألم (ما أجد) الآن في جسمي (و) من شر ما (أحاذر) وأخاف وقوعه في المستقبل، وقوله:(سبع مرات) مفعول مطلق لقل؛ أي: قل هذا الدعاء المذكور وكرره على موضع الوجع سبع مرات.
قال عثمان:(فقلت ذلك) الدعاء الذي أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم على موضع الوجع (فشفاني) أي: عافاني (الله) تعالى من ذلك الوجع بفضله وكرمه، فلله الحمد والشكر.
وإنما أمره بالتكرار سبع مرات، لأن تكراره أنجح وأبلغ، كتكرار الدواء الطبيعي لاستقصاء إخراج المادة، وفي كونه سبعًا خاصية لا يوجد في غيرها.
قال القرطبي: هذا أمر إرشاد وتعليم لما ينفع؛ من وضع يد الراقي على المريض ومسحه بها، وأن ذلك لم يكن مخصوصًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل ينبغي أن يفعل ذلك كل راق، وقد تأكد أمر ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم ذلك بأنفسهم وبغيرهم؛ كما قد ذكر في الأحاديث، فلا ينبغي للراقي أن يعدل عنه إلى المسح بحديد أو بغيره؛ فإن ذلك لم يفعله أحد ممن سبق ذكره، ففعله تمويه لا أصل له. انتهى منه.
ومما ينبغي للراقي أن يفعل النفث والتفل، وقد قلنا: إنهما نفخ مع ريق، وإن ريق التفل أكثر، وقد قيل: إن ريق النفث أكثر، وقيل: هما متساويان، والأول أصح عند أهل اللغة.
وقد أكثر ذلك في الأحاديث المتقدمة وغيرها، فلا يعدل عنه، وكذلك تكرار التسمية ثلاثًا، وتكرار العدد سبعًا؛ كما جاء في هذا الحديث.