أو قال: الله يحميك من شر كل حاسد خبيث، و (أو) للشك من الراوي أو ممن دونه.
في أي الألفاظ الثلاثة قال النبي صلى الله عليه وسلم مع أن معناها واحد؛ فإن لفظ (النفس) يطلق على الإصابة بالعين، يقال: أصابت فلانًا نفس؛ أي: عين، والنافس: العائن، قاله القتيبي، وتطلق (النفس) على أمور أخر ليس شيء منها يراد بهذا الحديث، والله تعالى أعلم. انتهى من "المفهم".
وقوله في الأخير:(باسم الله أرقيك) توكيد لفظي لما ذكره في أول الحديث.
قال النووي: وقوله: "باسم الله أرقيك" تصريح بالرقى بأسماء الله تعالى، وفيه توكيد الرقية والدعاء وتكريره.
وقوله:"من شر كل نفس" قيل: يحتمل أن المراد بالنفس: نفس الآدمي، وقيل: يحتمل أن يكون المراد بها العين؛ فإن النفس تطلق على العين.
ويقال: رجل نفوس؛ إذا كان يصيب الناس بعينه؛ كما قال في الرواية الأخرى:(من شر كل ذي عين).
ويكون قوله:"أو عين أو حاسد" من باب التوكيد باللفظ المختلف؛ نحو: حسن بسن، أو شكًّا من الراوي في لفظه، والله تعالى أعلم.
وهذا الحديث استدلال على الجزء الأخير من الترجمة، وفي الحديث دلالة على استحباب الرقية بأسماء الله تعالى، وبالعوذ الصحيحة المعنى، وأن ذلك لا ينافي التوكل على الله تعالى ولا ينقصه؛ إذ لو كان شيء من ذلك .. لكان النبي صلى الله عليه وسلم أحق الناس بأن يجتنب ذلك؛ فإن الله تعالى لم يزل يرقي نبيه صلى الله عليه وسلم في المقامات الشريفة، والدرجات الرفيعة، إلى أن قبضه الله تعالى على أرفع مقام، وأعلى حال، وقد رُقِيَ في أمراضه حتى في