قال النووي: وأما الفأل. . فمهموز، ويجوز ترك همزه، وجمعه فؤول؛ كفلوس وفلس، وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالكلمة الطيبة والصالحة والحسنة.
قال العلماء: يكون فيما يسر وفيما يسوء، والغالب فيه السرور، والطيرة: لا تكون إلا فيما يسوء، قالوا: وقد تستعمل مجازًا في السرور. . . إلى آخره، وفي "القاموس": الفأل ضد الطيرة؛ كأن يسمع مريض: يا سالم، أو يا طالب، أو يا واجد، ويستعمل في الخير والشر، والطيرة: ما يتشاءم به من الفعل الرديء. انتهى "مرقاة".
وحاصل معنى الطيرة والفأل: أن الطيرة: أن يسمع الإنسان قولًا، أو يرى أمرًا يخاف منه ألا يحصل له غرضه الذي قصد تحصيله، والفأل نقيض ذلك؛ وهو أن يسمع الإنسان قولًا حسنًا، أو يرى شيئًا يستحسنه يرجو منه أن يحصل له غرضه الذي قصد تحصيله. انتهى.
وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن؛ لأنه تنشرح له النفس، وتستبشر بقضاء الحاجة وبلوغ الأمل وحسن الظن بالله تعالى، وقال تعالى:"أنا عند ظن عبدي بي" وإنما كان يكره الطيرة، لأنها من أعمال أهل الشرك، ولأنها تجلب ظن السوء بالله تعالى، كما روى أبو داوود عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الطيرة شرك، ثلاثًا، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل" رواه أبو داوود (٣٩١٠). أي: من اعتقد في الطيرة ما كانت عليه الجاهلية تعتقده فيها. . فقد أشرك مع الله تعالى خالقًا آخر، ومن لم يعتقد ذلك. . فقد تشبه بأهل الشرك، ولذلك قال:"وما منا" أي: ليس على سنتنا.
وقوله:"إلا" هي إلا الاستثنائية، ومعنى ذلك: أن المتطير ليس على سنة