للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يمضي لوجهه ويعرض عنها، غير أنه قد لا يقدر على الانفكاك عنها؛ بحيث لا تخطر مرة واحدة؛ فإن إزالة تأثيرها من النفوس لا تدخل تحت استطاعتنا، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاوية بن الحكم لما قال له: ومنا رجال يتطيرون، فقال: "ذلك شيء يجدونهم في صدورهم، فلا يصدهم".

وفي بعض النسخ: (فلا يضرهم)، لكنه إذا صح تفويضه إلى الله تعالى، وتوكله عليه وداوم على ذلك. . أذهب الله تعالى عنه ذلك، ولذلك قال: "ولكن الله يذهبه بالتوكل" رواه أحمد ومسلم وأبو داوود.

وقد روى أبو أحمد بن عدي من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا تطيرتم. . فامضوا، وعلى الله فتوكلوا " رواه ابن عدي في "الكامل"، ولكن في إسناده لين، انظر "الفتح" (١٢/ ٣٢٣). انتهى من هامش "المفهم".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الطب، باب الفأل، ومسلم في كتاب السلام، باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا هامة ولا طيرة، وأحب الفأل الصالح".

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث أنس رضي الله تعالى عنهما، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>