للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ".

===

لأنها من أبواب السحر، وقد بسطنا الكلام على هذا في شرح المقدمة من هذا الكتاب، فراجعها.

(ولا هامة) أي: ولا تشاؤم بصياح الهامة والبومة في القرية ليلًا أو جنب الدار؛ والهامة بتخفيف الميم على الصحيح المشهور عند الجمهور، وقال جماعة منهم: بتشديدها؛ أي: لا تشاؤم بالبومة، ولا حياة لهامة الموتى؛ إذ كانوا يزعمون أن عظم الميتة يصير هامة ويحيا ويطير.

(ولا صفر) أي: ولا تشاؤم بدخول شهر صفر في الشرع؛ أي: لما يتوهمون أن فيه تكثر الدواهي والفتن، وقيل: إن الصفر حية في البطن تهيج عند جوع صاحبها، وربما قتلت صاحبها، وكانت العرب ترى أنها أعدى من الجرب، فنفى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: "ولا صفر" والمعنى عليه: لا سراية لصفر من صاحبه إلى غيره؛ كما تزعمه العرب.

قوله أيضًا: "ولا هامة" أي: لا تشاؤم بنزول الهامة في القرى أو جنب الدار في الليل وصياحها؛ لأنهم يزعمون أن ذلك يدل على موت صاحب القرية ورئيسها أو صاحب الدار إذا صاحت جنب الدار، وقيل: هي دابة تخرج من رأس القتيل ظلمًا، أو تتولد من دمه، فلا تزال تصيح في الليل جنب داره حتى يؤخذ بثأره، كذا تزعمه العرب، فكذبهم الشرع. انتهى "مناوي".

وفي "المرشد": الهامة - بتخفيف الميم وجوز تشديدها -: هي دابة تظهر في الليل وتختفي في النهار، من الطيور لها جناح كجناح الطيور، ووجه كوجه الهرة، في الأرميا: (أرنغو). انتهى منه.

وقد نفى الإسلام هذه العقائد الباطلة التي هي من عقائد الجاهلية، فكذبهم الشرع. انتهى "مناوي".

<<  <  ج: ص:  >  >>