للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - ألَّا يكون ذكره على سبيل الامتنان:

فإذا كان المنطوق قد سيق لزيادة الامتنان فلا مفهوم له؛ وذلك كقوله- تعالى-: {لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا} [النحل: ١٤].

فلا يَدُلُّ قوله {طَرِيًّا} على تحريم غير الطري من اللحم كالقديد؛ لأَنَّ ذلك سيق للامتنان.

وهكذا ما كان ذكره للترغيب، أَوْ الترهيب، أَوْ التنفير، أَوْ التفخيم، أَوْ لتأكيد الحال، ونحو ذلك مما يشعر بأَنَّ الحكم مرتبط بالمنطوق.

[مراتب حجية أقسام مفهوم المخالفة]

إنَّ حجية مفهوم المخالفة ليست على مرتبة واحدة، بل على مراتب متفاوتة قوة وضعفًا، يقول الطوفي (ت: ٧١٦ هـ): "والظنون المستفادة من دليل الخطاب متفاوتة بتفاوت مراتبه، ومن تدرب بالنطق في اللغة، وعرف مواقع الألفاظ، ومقاصد المتكلمين سَهُلَ عنده إدراك ذلك التفاوت، والفرق بين تلك المراتب" (١).

ومراتب مفهوم المخالفة في قوة الدلالة حسب الترتيب الآتي (٢):


(١) شرح مختصر الروضة ٢/ ٧٧٩.
(٢) روضة الناظر ٢/ ٧٩٠، ٧٩٦، شرح الكوكب المنير ٣/ ٤٩٧، ٥٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>