للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلي الفقهي المحتمل الانطباق على الواقعة فيحدده ويوصف الواقعة به توصيفًا ابتدائيًّا (١).

ومما تجدر الإِشارة إليه أَنَّ هذا التَّوْصِيف الابتدائي منزل على افتراض صِحَّة أقوال الخصمين فكأَنَّه فتوى؛ إذ الغرض منه تهيئة الواقعة المؤثرة للإِثبات بطرق الحكم، ولذلك سمي توصيفًا ابتدائيًّا، وبهذا التَّوْصِيف يتم إعداد الواقعة للتَوْصِيف النهائي مما يؤكد التَّوْصِيف الابتدائي، أَوْ يُعدِّله، أَوْ يَعْدِلُ عنه.

[٢ - التوصيف النهائي]

والمراد به: تحلية الواقعة القضائية الثابتة بالأوصاف الشرعية المقررة في مُعَرِّفَات الحُكْم الكلي بعد اكتمال المرافعة (٢).

وهذا التَّوْصِيف الموضوعي النهائي هو المراد بالتَّوْصيف عند الإِطلاق.

وسُمِّي نهائيًّا لأَنَّه يكون بعد استيفاء جميع ما يلزم للحكم في القضية من دعوى، وإجابة، ودفوع، وبينات، وطعن، وإعذار مراعى فيه الطلبات وأصول التَّوْصِيف، وهو المعتمد للحكم القضائي، وقد يتفق مع التَّوْصِيف الابتدائي، وقد يُعدِّل التَّوْصِيف الابتدائي، أَوْ يَعْدِل


(١) انظر في تقسيم الوقائع عند الاقتضاء: أصول الحنفية للكرخي ص ١٧٢، مطبوع إلحاقًا بتأسيس النظر للدبوسي.
(٢) انظر ما سبق في الموضوع الأول من هذا التمهيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>