للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخصم أثناء التعاقد كان يشرب القهوة، أَوْ يلبس ثوبًا أبيض، ونحو ذلك من الهيئات والأحوال التي الأصل عدم تأثيرها في الحكم.

ومن الوقائع الطردية ما هو طردي في موضع النزاع فقط ويكون مؤثرًا في نزاع آخر، وذلك كأَنْ يدّعي شخص جهالة العمل المتعاقد عليه في الجعالة، كما لو قال شخص: من رَدَّ ضالتي فله كذا، فإنَّ هذا الادعاء في الجعالة طردي؛ لأَنَّها تَصِحُّ ولو مع جهالة العمل، لكن لو ادعي ذلك في الإِجارة كان وصفًا مؤثرًا؛ لأَنَّ الإِجارة يشترط لها معرفة المنفعة إما بوصف أَوْ مشاهدة أَوْ عرف (١).

وسيأتي في وسيلة تنقيح الوقائع بيان لطريقة تنقية وتخليص الوقائع، وتمييز مؤثرها والاعتداد به، وإلغاء طرديها.

ثانيًا: أقسام الواقعة القضائية المؤثرة من جهة إفرادها وتركيبها:

وتنقسم من هذه الجهة قسمين، هما:

[١ - الواقعة المفردة]

والمراد بها: ما كانت فيه الواقعة من باب واحد ولو تركبت من أوصاف مُتَعَدَّدَة، وذلك مثل: القتل العمد العدوان، فإنَّها واقعة مفردة، ولكن لها أوصاف مُتَعَدِّدَة هي: القتل، والعمد، والعدوان؛ فتركيبها فقهي لا قضائي.


(١) انظر في ذلك: شرح المنتهى ٢/ ٣٥١، ٤٦٨، منار السبيل ١/ ٤١٣، ٤٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>