من المصطلحات المشابهة للبطلان: الفساد، وهو في اللغة: يَدُلُّ على معنى ضد المصلحة؛ قال الفيومي (ت: ٧٧٠ هـ): "المفسدة خلاف المصلحة"(١).
والبطلان والفساد مترادفان عند الجمهور، فلم يفرقوا بين الباطل والفاسد من جهة السبب المانع من الصحَّة، بل فرقوا بينهما من جهة الدليل فقط - كما سيأتي بيانه -.
أَمَّا الحنفية فجعلوا مدار التفرقة بينهما على جهة السبب المانع من الصَحَّة؛ قال الحنفية: الباطل ما لم يكن مشروعًا بأصله ولا وصفه، كبيع المعدوم؛ لعدم المحل، وكبيع المجنون؛ لعدم أهلية العاقد الذي هو ركن.
والفاسد عندهم: ما كان مشروعًا بأصله دون وصفه، وذلك كبيع جهل فيه الثمن مع استيفاء بقية أركانه وشروطه.