للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغسلة الثانية والثالثة، على أَنَّ الاستظهار بعد تحقق الطهارة مطلوب طلبًا مؤكدًا، وإنَّما ذكرت هذا دون غيره لتكرره في كل يوم، فيكون تذكره كلما فعل، ولاعتياد النفس له حتى صار من خفته عليها كالطبع لها فلا تنفر من نظيره" (١).

وحدَّثَ جابر بن عبد الله- رضي الله عنه- قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفرغ على رأسه ثلاثًا" (٢)، وهي غسلات مكرر ثانيها وثالثها (٣).

قال ابن خلدون في التأكيد على فحص التَّوْصِيف ومراجعته: "ثم يطبق الحكم العدل على ما ينقح له، فإذا وضح له أَنَّه طبقه سواءً كَرَّرَ التأمل والتفحص حتى يتبين ذلك كالشمس المضيئة ... فإذا لم تبق مرية البتة ... حكم وألزم، ثم التصميم بعد ذلك على الحق أهم مهم، وألزم لازم، وما الإحسان إلَّا بالتمام" (٤).

* * *


(١) مزيل الملام ١٢٠.
(٢) متفق عليه، فقد رواه البخاري، (الفتح ١/ ٣٦٧) من حديث جابر- رضي الله عنه-، وهو برقم ٢٥٥، ومسلم (١/ ٢٥٣، ٢٥٤)، وهو برقم ٣٥/ ٣١٦، ٣٧/ ٣١٦ من حديث عائشة وحديث ميمونة - رضي الله عنهما-.
(٣) فتح الباري ١/ ٣٦٧.
(٤) مزيل الملام ١١٨، وانظر- أيضًا- ما ذكره من مراجعة الحكم بعد صدوره في ص ١٢٥ [المرجع السابق نفسه].

<<  <  ج: ص:  >  >>