حدّثنا علي بن أبي علي البصريّ، عن أبيه قال: سمعت أبا الطّيّب أحمد بن الحسن بن هرثمة يقول: كنا بحضرة أبي العبّاس بن عقدة الكوفيّ المحدث نكتب عنه- وفي المجلس رجل هاشمي إلى جانبه، فجرى حديث حفاظ الحديث فقال أبو العبّاس: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل بيت هذا سوى غيرهم.
وضرب بيده على الهاشمي.
حدّثنا الصوري قال: سمعت عبد الغني بن سعيد يقول: سمعت أبا الحسن علي ابن عمر يقول: سمعت أبا العبّاس بن عقدة يقول: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت خاصة! قال أبو الحسن: وكان أبوه عقدة أنحى الناس.
حدّثنا محمّد بن يوسف النّيسابوريّ- لفظا- أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد ابن حمدويه الحافظ قال: سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ- بالكوفة- يقول:
سمعت أبا العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد يقول: أحفظ لأهل البيت ثلاثمائة ألف حديث.
حدّثنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب- من حفظه غير مرة- قال:
سمعت أبا الحسن محمّد بن عمر بن يحيى العلوي يقول: حضر أبو العبّاس بن عقدة عند أبي في بعض الأيام، فقال له: يا أبا العبّاس، قد أكثر الناس عليّ في حفظك الحديث، فأحب أن تخبرني بقدر ما تحفظ؟ فامتنع أبو العبّاس أن يخبره، وأظهر كراهة ذلك، فأعاد المسألة وقال: عزمت عليك إلا أخبرتني. فقال أبو العبّاس: أحفظ مائة ألف حديث بالإسناد والمتن، وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث!! قال أبو العلاء:
وقد سمعت جماعة من أهل الكوفة وبغداد يذكرون عن أبي العبّاس بن عقدة مثل ذلك.
حدّثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التّنوخي- من حفظه- قال: سمعت أبا الحسن محمّد بن عمر العلوي يقول: كانت الرئاسة بالكوفة في بني الفدان قبلنا، ثم فشت رئاسة بني عبيد الله، فعزم أبي على قتالهم وجمع الجموع فدخل إليه أبو العبّاس ابن عقدة وقد جمع جزءا فيه ست وثلاثون ورقة فيها حديث كثير لا أحفظ قدره، في صلة الرحم عن النبي ﷺ، وعن أهل البيت، وعن أصحاب الحديث. فاستعظم أبي ذلك واستنكره فقال له: يا أبا العبّاس، بلغني من حفظك للحديث ما استنكرته واستكثرته، فكم تحفظ؟ فقال له: أنا أحفظ منسقا من الحديث بالأسانيد والمتون