خمسين ومائتي ألف حديث، وأذاكر بالأسانيد وبعض المتون والمراسيل والمقاطيع ستمائة ألف حديث.
حدّثنا أبو الحسين محمّد بن علي بن مخلد الورّاق- بحضرة أبي بكر البرقانيّ- قال: سمعت عبد الله الفارسي- وعرفه البرقانيّ- يقول: أقمت مع إخوتي بالكوفة عدة سنين نكتب عن ابن عقدة، فلما أردنا الانصراف ودعناه، فقال ابن عقدة: قد اكتفيتم بما سمعتم مني؟ أقل شيخ سمعت منه عندي عنه مائة ألف حديث. قال فقلت: أيها الشيخ نحن إخوة أربعة، قد كتب كل واحد منا عنك مائة ألف حديث! حدّثني الصوري قال: قال لي عبد الغني بن سعيد: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: كان أبو العبّاس بن عقدة يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناس ما عنده.
قال الصوري: وقال لي أبو سعد الماليني: أراد أبو العبّاس بن عقدة أن ينتقل من الموضع الذي كان فيه إلى موضع آخر، فاستأجر من يحمل كتبه، وشارط الحمالين أن يدفع لكل واحد منهم دانقا لكل كرة، فوزن لهم أجورهم مائة درهم، وكانت كتبه ستمائة حمل!.
أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى الهمداني، حدّثنا صالح بن أحمد بن محمّد الحافظ قال: سمعت أبا عبد الله الزعفراني يقول: روى ابن صاعد ببغداد في أيامه حديثا أخطأ في إسناده، فأنكر عليه ابن عقدة الحافظ، فخرج عليه أصحاب ابن صاعد وارتفعوا إلى الوزير عليّ بن عيسى، وحبس بن عقدة، فقال الوزير: من يسأل ويرجع إليه؟ فقالوا: ابن أبي حاتم. قال: فكتب إليه الوزير يسأله عن ذلك، فنظر وتأمل. فإذا الحديث على ما قال ابن عقدة، فكتب إليه بذلك، فأطلق ابن عقدة وارتفع شأنه.
حدّثني حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق. قال: سمعت جماعة يذكرون أن يحيى ابن صاعد كان يملى حديثه من حفظه من غير نسخة، فأملى يوما في مجلسه حديثا عن أبي كريب، عن حفص بن غياث، عن عبيد الله بن عمر، فعرض على أبي العبّاس بن عقدة. فقال: ليس هذا الحديث عند أبي محمّد، عن أبي كريب، وإنما سمعه من أبي سعيد الأشج، فاتصل هذا القول بابن صاعد، فنظر في أصله فوجده كما قال، فلما اجتمع الناس قال لهم: إنا كنا حدّثناكم عن أبي كريب، عن حفص، عن عبيد الله بحديث كذا ووهمنا فيه، إنما حدّثناه أبو سعيد الأشج عن حفص بن غياث، وقد