حدّثني محمّد بن علي الصوري- حفظا- قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن سختويه، والحسين بن سليمان بن بدر الصوريين يقولان: سمعنا أبا عبد الله أحمد بن عطاء الرّوذباري يقول: سمعت أبا بكر بن مجاهد يقول: كنت عند أبي العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب فقال لي: يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ماذا يكون حالي في الآخرة؟ فانصرفت من عنده فرأيت تلك الليلة النبي ﷺ في المنام فقال لي: أقرئ أبا العبّاس مني السّلام وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل.
قال ابن سختويه: قال لنا أبو عبد الله الرّوذباري: أراد أن الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل. وقال ابن بدر: قال لنا الرّوذباري: أراد أن جميع العلوم مفتقرة إليه.
أخبرنا أحمد بن محمّد بن أبي جعفر الأخرم قال: أنشدنا أبو علي عيسى بن محمّد الطوماري قال: أنشدنا أبو العبّاس ثعلب:
مضى أمس بما فيه … ويومي ما أرجّيه
ولي في غد الجائي … جمام سوف أقضيه
فإمّا سوف يمضيني … وإمّا سوف أمضيه
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال: أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن سليمان الكاتب قال: أنشدنا إسحاق بن أحمد الكاذي قال: أنشدنا أبو العبّاس أحمد ابن يحيى ثعلب:
بلغت من عمري ثمانينا … وكنت لا آمل خمسينا
فالحمد لله وشكرا له … إذ زاد في عمري ثلاثينا
وأسأل الله بلوغا إلى … مرضاته آمين آمينا
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: مات أبو العبّاس أحمد بن يحيى النّحوي المعروف بثعلب يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقين من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين، وكان مولده سنة مائتين.