أخبرنا أبو علي محمّد بن الحسين بن محمّد الجازري حدّثنا المعافي بن زكريّا الجريري- إملاء- حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدّثني أبو بكر الضّرير- وجه الهرة- قال: حدّثني غسان بن محمّد القاضي عن محمّد بن عبد الرّحمن الهاشمي- صاحب صلاة الكوفة- قال دخلت على أمي في يوم عيد أضحى، وعندها امرأة برزة في أثواب دنسة رثة، فقالت لي: أتعرف هذه؟ قلت لا، قالت: هذه عبادة أم جعفر بن يحيى بن خالد، فسلمت عليها ورحبت بها، وقلت لها: يا فلانة حدثيني ببعض أمركم. قالت أذكر لك جملة كافية فيها اعتبار لمن اعتبر، وموعظة لمن فكر، لقد هجم على مثل هذا العيد وعلى رأسي أربعمائة وصيفة، وأنا أزعم أن جعفرا ابني عاق بى، وقد أتيتكم في هذا اليوم، والذي يقنعني جلدا شاتين، أجعل أحدهما شعارا والآخر دثارا.
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا أبي حدّثنا عمر بن الحسن بن علي الشّيبانيّ أخبرنا الحارث بن محمّد حدّثني العبّاس بن الفضل عن إسماعيل بن علي قال: قال أبو قابوس النّصراني: دخلت على جعفر بن يحيى البرمكيّ في يوم بارد، فأصابنى البرد، فقال: يا غلام اطرح عليه كساء من أكسية النصارى، فطرح على كساء خز قيمته ألف. قال فانصرفت إلى منزلي فأردت أن ألبسه في يوم عيد، فلم أصب له في منزلي ثوبا يشاكله، فقالت لي بنية لي: اكتب إلى الذي وهبه لك حتى يرسل إليك بما يشاكله من الثياب، فكتبت إليه:
أبا الفضل لو أبصرتنا يوم عيدنا … رأيت مباهاة لنا في الكنائس
ولو كان ذاك المطرف الخز جبة … لباهيت أصحابي بها في المجالس
فلا بد لي من جبة من جبابكم … ومن طيلسان من جياد الطيالس
ومن ثوب قوهي وثوب غلالة … ولا بأس إن أتبعت ذاك بخامس
إذا تمت الأثواب في العيد خمسة … كفتك فلم تحتج إلى لبس سادس
لعمرك ما أفرطت فيما سألته … وما كنت لو أفرطت فيه بآيس
وذاك لأن الشعر يزداد حدة … إذا ما البلا أبلى جديد الملابس
قال فبعث إليه حين قرأ شعره بتخوت خمسة، من كل نوع تختا. قال: فو الله ما انقضت الأيام حتى قتل جعفر بن يحيى وصلب، فرأينا أبا قابوس قائما تحت جذعه يزمزم، فأخذه صاحب الخبر وأدخله على الرّشيد، فقال له ما كنت قائلا تحت جذع