للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لي: اقطع أمرها قال، قلت لمولاها هذا المال قد نقدناه ووزناه، فإن قنعت وإلا فوجه إلى من شئت لينقد. فقال: لا بل أقنع بما قلتم قال فقالت الجارية: يا مولاي في أى شيء أنت؟ فقال: قد عرفت ما كنا فيه من النعمة، وما كنت فيه انبساط اليد، وقد انقبضت عن ذلك لتغير الزمان علينا، فقدرت أن تصيري إلى هذا الملك فتنبسطي في شهواتك وإرادتك، فقالت الجارية: والله يا مولاي لو ملكت منك ما ملكت منى ما بعتك بالدنيا وما فيها، وبعد فاذكر العهد، وقد كان حلف لها أن لا يأكل لها ثمنا، قال فتغرغرت عين المولى وقال: اشهدوا أنها حرة لوجه الله، وأنى قد تزوجتها وأمهرتها دارى. فقال لي جعفر: انهض بنا، قال فدعوت الحمالين ليحملوا المال، قال فقال جعفر: لا والله لا يصحبنا منه درهم، قال: ثم أقبل على مولاها فقال: هو لك مبارك لك فيه، أنفقه عليها وعليك، قال: وقمنا فخرجنا.

أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدّثنا إبراهيم بن حمّاد حدّثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدّثني محمّد بن أحمد بن المبارك العبدى حدّثني عبد الله بن علي- أبو محمّد- قال: لما غضب على البرامكة أصيب في خزانة لجعفر بن يحيى في جرة ألف دينار، في كل دينار مائة دينار، على أحد جانبي كل دينار منها:

وأصفر من ضرب دار الملو … ك يلوح على وجهه جعفر

يزيد على مائة واحدا … متى تعطه معسرا يوسر

أخبرنا سلامة بن الحسين وعمر بن محمّد بن عبيد الله المؤدّب قالا: حدّثنا علي ابن عمر حدّثنا إبراهيم بن حمّاد قال حدّثنا عبد الله بن أبي سعد حدّثني مثنى بن محمّد المذحجي حدّثني أبو عبد الرّحمن مؤدب محمّد بن عمران بن يحيى بن خالد قال: أمر جعفر بن يحيى بن خالد أن تضرب دنانير، في كل دينار ثلاثمائة مثقال، ويصور عليها صورة وجهه، فضربت فبلغ أبا العتاهية، فأخذ طبقا فوضع عليه بعض الألطاف فوجه به إلى جعفر، وكتب إليه رقعة في آخرها:

وأصفر من ضرب دار الملو … ك يلوح على وجهه جعفر

ثلاث مئين يكن وزنه … متى يلقه معسر يوسر

فأمر بقبض ما على الطبق، وصير عليه دينارا من تلك الدنانير ورده إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>