حدّثنا الخفاف عن وائل … وخالد الحذاء عن جابر
ومسعر عن بعض أصحابه … يرفعه الشّيخ إلى عامر
قالوا جميعا أيما طفلة … علقها ذو خلق طاهر
فواصلته ثم دامت له … على وصال الحافظ الذاكر
كانت لها الجنة مفتوحة … ترتع في مرتعها الزاهر
وأى معشوق جفا عاشقا … بعد وصال دائم ناضر
ففي عذاب الله بعدا له … وسحق دائم داحر
فقال له شعبة: إنك لجميل الأخلاق، وإنى لأرجو لك.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا أحمد بن جعفر بن سالم حدّثنا أبو العبّاس بن عمار حدّثني الحسن بن علي بن المديني عن سليم بن منصور. قال: رأيت أبا نواس في مجلس أبي بكى بكاء شديدا فقلت إنى لأرجو ألا يعذبك الله بعد هذا البكاء أبدا، فأنشأ يقول:
لم أبك في مجلس منصور … شوقا إلى الجنة والحور
ولا من القبر وأهواله … ولا من النفخة والصور
لكن بكائي لبكا شادن … تقيه نفسي كل محذور
ثم قال: أما ترى الأمرد الذي عن يمين أبيك؟ إنما بكيت لبكائه!.
أخبرنا القاضي أبو الطّيّب هارون بن عبد الله الطبري حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري حدّثنا يعقوب بن محمّد بن صالح الكريزي حدّثنا محمّد بن زكريّا بن دينار الغلابي حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن عائشة أبو عبد الرّحمن. قال: جنى أبو نواس بالبصرة جناية فخرج منها، ثم رأيته بعد ذلك في مجلس عبد الواحد بن زياد، فقال أرجو أن يكون صلح، ثم نظرت فإذا إلى جنبه غلام وهو يقرص خده! قال فنظر إلى وقد نظرت إليه فانصرفت إلى منزلي وإذا قد سبقت [ببطاقة] وإذا فيها مكتوب:
لولا غزال كغصن بان … يجرى مع الشمس في عنان
ما كنت أسعى إلى فقيه … مباعد الدار غير دان
أسمع من لفظه فصولا … عنها قد أغنيت بالقرآن
أنا بوصفى مقدمات … من الأباريق والقنان
أحذق منى بأن أنادى … حدّثنا ثابت البناني!