قد القضيب حكى رشاقة قده … والورد يحسد ورده في خده
والشمس جوهر نورها من نوره … والبدر أسعد سعده من سعده
خشف أرق من البهاء بهاؤه … ومن الفرند المحض في إفرنده
لو مكنت عيناك من وجناته … لرأيت وجهك في صفيحة خده
قال وله أيضا:
الله جارك يا سمعي ويا بصري … من العيون التي ترميك بالنظر
ومن نفاسة خديك اللذين لك الم … نى وقد وسما بالشمس والقمر
فحاسناك فما فازا بحسنهما … وخاطراك فما فاتاك بالخطر
من كان فيك إلى العذال معتذرا … من الآثام فإني غير معتذر
أنبأنا أبو عليّ محمّد بن الحسن الجازي حدّثنا المعافى بن زكريّا حدّثنا أحمد بن جعفر بن موسى البرمكي- جحظة- حدّثني خالد الكاتب قال: قال لي عليّ بن الجهم: هب لي بيتك:
ليت ما أصبح من رق … ة خديك بقلبك
قال فقلت له: أرأيت أحدا يهب ولده؟.
أنبأنا العبّاس بن محمّد الكلوذاني فيما أذن أن نرويه عنه- أنبأنا أبو عمر محمّد ابن عبد الواحد الزاهد أنبأنا ثعلب قال: ما أحد من الشعراء تكلم في الليل الأقارب، إلا خالد الكاتب فإنه أبدع في قوله:
وليل المحب بلا آخر
فإنه لم يجعل لليل آخرا! وأنشدنا:
رقدت فلم ترث للساهر … وليل المحب بلا آخر
ولم تدر بعد ذهاب الرقا … د صنع الدمع بالناظر
أيا من تعبد في طرفه … أجرني من طرفك الجائر
وجد للفؤاد فداك الفؤا … د من طرفك الفاتن الفاتر
فمضيت إلى خالد في سنة إحدى وستين وأنشدني هذا الشعر.
أنبأنا الحسن بن أبي بكر. قال قال أحمد بن كامل القاضي: حدثت عن خالد الكاتب. قال قيل له من أين قلت في قصيدتك: وليل المحب بلا آخر؟ فقال وقفت