حدثت عن أبي أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ النّيسابوريّ قال: قال أبو القاسم البغوي: ما خبر شيخكم ذاك؟ قلت: عن أي الشيخين تسأل، قال: الذي يحدث عن قتيبة- يعني أبا العبّاس السّرّاج- قلت خلفته حيّا، قال: كم عنده عن قتيبة، قلت: جملة قال: كم عنده عن إسحاق قلت كثير، قال: عمن كتب من مشايخنا، فتفكرت في نفسي قلت إن ذكرت له شيخا كتب عنه يزرى به، قلت كتب عن محمّد بن إسحاق المسيبي، ومحفوظ بن أبي توبة، وعيسى بن المساور الجوهريّ قال: أي سنة دخل بغداد؟ قلت: أخلق أنه دخلها سنة أربع وثلاثين، فاهتز لذلك وكان مستندا إلى المسند، فرفع ظهره عن المسند وقال لي: أمرت أن تثبت أسامي مشايخي الذين لا يحدث عنهم اليوم أحد سواي، فبلغ عددهم سبعة وثمانين شيخا. قال أبو أحمد: وكان إذ ذاك ببغداد الباغندي، وأبو الليث الفرائضيّ، والحسين بن محمّد بن عفير، وعلي بن المبارك المسروري، وغيرهم.
حدّثنا أبو طاهر حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق- من حفظه- قال: سألت علي ابن عمر الدّارقطنيّ: هل روى عبد الله بن محمّد البغوي عن يحيى بن معين؟ فقال:
لم يرو عنه غير حكاية، سمعت عمر البصريّ ذكرها، قال: سمعت البغوي يقول: لما قدم يحيى الحماني بغداد نزل في دور الصحابة، فمضينا إليه لنسمع منه، فكنا على بابه وقوفا إذ أقبل يحيى بن معين راكبا بغلة، فدخل إليه وأطال عنده الجلوس، ثم خرج فقمنا إليه وقلنا له: ما تقول في الرجل؟ فقال يحيى بن معين: الثقة وابن الثقة.
قلت: فقد حكى البغوي أنه كتب عن يحيى بن معين جزءا فأخذه منه موسى بن هارون فرماه في دجلة وقال له أتريد أن تجمع في الرواية بين الثلاثة، أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المدينيّ؟.
حدّثنا علي بن أبي علي المعدل، حدّثنا أبو الحسين علي بن الحسن بن جعفر البزّاز قال: حدثني أبو القاسم ابن بنت منيع قال: كنت أورق فسألت جدي أحمد بن منيع أن يمضي معي إلى سعيد بن يحيى بن سعيد الأمويّ يسأله أن يعطيني الجزء الأول من المغازي عن أبيه عن ابن إسحاق حتى أورقه عليه، فجاء معي وسأله فأعطاني الجزء الأول، فأخذته وطفت به فأول ما بدأت بأبي عبد الله بن مغلس وأريته الكتاب وأعلمته أني أريد أن أقرأ المغازي على سعيد الأمويّ، فدفع إلى عشرين دينارا وقال:
اكتب لي منه نسخة، ثم طفت بعده بقية يومي فلم أزل آخذ من عشرين دينارا إلى