عشرة دنانير وأكثر وأقل إلى أن حصل معي في ذلك اليوم مائتا دينار، فكتبت نسخا لأصحابها بشيء يسير من ذلك وقرأتها لهم، واستفضلت الباقي.
حدثني أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي قال: سمعت أبا محمّد عبدان بن أحمد الخطيب ابن بنت أحمد بن عبدان الشيرازي يقول: سمعت جدي يقول: اجتاز أبو القاسم عبد الله بن محمّد البغوي بنهر طابق على باب المسجد، قال: فسمع صوت مستمل فقال: من هذا؟ فقالوا ابن صاعد، فقال: ذاك الصّيي؟ قالوا: نعم! قال: والله لا أبرح من موضعي حتى أملى هاهنا، قال: فصعد الدكة وجلس ورآه أصحاب الحديث فقاموا وتركوا ابن صاعد.
ثم قال: حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشّيباني- قبل أن يولد المحدثون- حدّثنا طالوت بن عباد- قبل أن يولد المحدثون- حدّثنا أبو نصر التمار- قبل أن يولد المحدثون- فأملى ستة عشر حديثا عن ستة عشر شيخا، ما كان في الدّنيا من يروي عنهم غيره.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمّد بن علي القصري قال: سمعت أبا زيد الحسين بن الحسن بن عامر الكوفيّ يقول: قدم أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي إلى الكوفة، فاجتمعنا مع أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة إليه لنسمع منه، فسألنا عنه فقالت الجارية: قد أكل سمكا وشرب فقاعا ونام، فعجب أبو العبّاس من ذلك لكبر سنه ثم أذن لنا فدخلنا إليه، فقال: يا أبا العبّاس حدثتني أختي أنها كانت نازلة في بني حمان، وكان في الموضع طحان، وكان يقول لغلامه اصمد أبا بكر فيصمد البغل إلى أن يذهب بعض الليل، ثم يقول اصمد عمر، فيصمد الآخر. فقال له أبو العبّاس: يا أبا القاسم لا تحملك عصبيتك لأحمد بن حنبل أن تقول في أهل الكوفة ما ليس فيهم، ما روى «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وبعد أبي بكر عمر»(١) عن علي إلا أهل الكوفة؟ ولكن أهل المدينة رووا أن عليا لم يبايع أبا بكر إلا بعد ستة أشهر. فقال له أبو القاسم: يا أبا العبّاس لا تحملك عصبيتك لأهل الكوفة على أن تتقول على أهل المدينة، ثم بعد ذلك انبسط وأخرج الكتب وحدّثنا.
حدثني علي بن محمّد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
(١) انظر الحديث في: ضعفاء العقيلي ٣/ ١٨١. وكنز العمال ٣٢٦٨٤، ٣٦١٣٩.