قلت ليحيى: أكثر من مسدد؟ قال: نعم! إن يحيى بن سعيد كان يكرمه ويدنيه، وكان صديقه- يعني عليا- وكان عليّ يلزمه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن سيار قال: سمعت أبا قدامة يقول: سمعت عليّ بن المديني يقول: رأيت فيما يرى النائم كأن الثريا تدلت حتى تناولتها. قال أبو قدامة: فصدق الله رؤياه، بلغ في الحديث مبلغا لم يبلغه أحد- أو لم يبلغه كبير أحد-.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال: سمعت عبد الرّحمن بن يعقوب بن أبي عبّاد القلزمي- وكان من أصحاب عليّ- قال: جاءنا عليّ بن المديني يوما فقال: رأيت هذه الليلة كأني مددت يدي فتناولت أنجما من نجوم السماء، قال: فمضينا معه إلى بعض المعبرين فقص عليه فقال: يا هذا ستنال علما فانظر كيف تكون. فقال له بعض أصحابنا: لو نظرت في شيء من الفقه، كأنه يريد الرأي، فقال: إن اشتغلت بذاك انسلخت مما أنا فيه.
حدثني محمّد بن عليّ الصوري قال: سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول:
سمعت وليد بن القاسم يقول: سمعت أبا عبد الرّحمن النسوي يقول: كأن الله خلق عليّ بن المديني لهذا الشأن.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن سيار قال: سمعت عباسا العنبري يقول: كان عليّ بن المديني بلغ ما لو قضى له أن يتم على ذاك، لعله كان تقدم على الحسن البصريّ، كان الناس يكتبون قيامه، وقعوده، ولباسه، وكل شيء يقول ويفعل- أو نحو هذا-.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدثني أبو بشر بكر بن خلف قال: قدمت مكة وبها شاب حافظ، فكان يذاكرني المسند بطرقه، فقلت له: من أين لك هذا؟ قال: أخبرك، طلبت إلى علىّ أيام سفيان أن يحدثني بالمسند، فقال: قد عرفت أنك إنما تريد بما تطلب المذاكرة، فإن ضمنت لي أنك تذاكر ولا تسميني فعلت، قال: فضمنت له واختلفت إليه، فجعل يحدثني بذا الذي أذاكرك به حفظا.
قال أبو يوسف يعقوب: فذكرت هذه لبعض ولد جويرية بن أسماء ممن كان يلزم عليّا فقال: سمعت عليّا يقول: غبت عن البصرة في مخرجي إلى اليمن- أظنه ذكر