للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأخرج قطعة دانق فقال أعطني بهذه مصلية قال: فقال له البقال يا أبا محفوظ البقال لا يبيع مصلية إنما هو شيء يصنع يؤخذ لحم ولبن وسلق وبصل فيطبخ. فرمى إليه درهما قال: اذهب فاصنعه وآتنا به إلى المسجد فجاء به إلى المسجد بعد ما أصلحه فأكله الرجل، ثم قال معروف: والله ما أكلت مصلية قط.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا عبد الواحد بن علي أبو الطّيّب اللحياني، حدّثنا عبد الله بن سليمان الفامي، حدّثنا محمّد بن أبي هارون الورّاق، حدّثنا محمّد ابن المبارك قال: حدثني عيسى أخو معروف قال: دخل رجل على معروف في مرضه الذي مات فيه، فقال له: يا أبا محفوظ أخبرني عن صومك؟ قال: كان عيسى يصوم كذا. قال: أخبرني عن صومك؟ قال: كان داود يصوم كذا. قال: أخبرني عن صومك قال: كان النبي يصوم كذا. قال: أخبرني عن صومك؟ قال: أما أنا فكنت أصبح دهري كله صائما، فإن دعيت إلى طعام أكلت، ولم أقل إني صائم.

وقال محمّد بن أبي هارون: حدّثنا أبو بكر بن حمّاد، حدثني الحسن بن علي الوشاء قال: كنت عند معروف وكان قد أعد لإفطاره رغيفا وجزرة كبيرة، قال:

فجاء سائل فسأله قال: فطوى الرغيف بابتين (١)، فأعطى السائل نصفه، وأكل هو النصف الآخر والجزرة. قال: وجاء سائل فسأل فلم يعطه شيئا فقال له ادع بكذا وكذا- دعاء علمه إياه فإنه ما دعا به أحد إلا رزق، قال: فدعا به السائل فجاءه إنسان فأعطاه شيئا.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان- فيما أذن أن أرويه عنه- قال: حدثني أبو العبّاس المؤدّب قال: حدثني جار لي هاشمي في سوق يحيى- وكانت حاله رقيقة- قال: ولد لي مولود فقالت لي زوجتي هو ذا ترى حالي وصورتي ولا بد لي من شيء أتغدى به ولا يمكنني الصبر على هذه الحال فاطلب شيئا. فخرجت بعد عشاء الآخرة فجئت إلى بقال كنت أعامله فعرفته حالي وسألته شيئا يدفعه إلىّ- وكان له عليّ دين- فلم يفعل، فصرت إلى غيره ممن كنت أرجو أن يغير حالي فلم يدفع إلىّ شيئا، فبقيت متحيرا لا أدري إلى أين أتوجه، فصرت إلى دجلة فرأيت ملاحا في سمارية ينادي فرضة عثمان، قصر


(١) هم ببان واحد، وعلى ببان، أي طريقة، يقصد أنهما متساويان (القاموس).

<<  <  ج: ص:  >  >>