للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تحته، فرفع الرجل المصلى فكان تحته ألف درهم، فقال له: خذ هذه الدراهم فغير بها من حالك، فقال الرجل: إني موسر وأنا في نعمة ولست أحتاج إليها، فقال له: أما بلغك الحديث: «إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده» (١)؟ فينبغي لك أن تغير حالك حتى لا يغتم بك صديقك.

وقال النخعي: حدّثنا محمّد بن علي بن عفّان، حدّثنا إسماعيل بن يوسف السنبري (٢) قال: سمعت أبا يوسف يقول: كان أبو حنيفة لا يكاد يسأل حاجة إلا قضاها، فجاءه رجل فقال له إن لفلان عليّ خمسمائة درهم وأنا مضيق، فسله يصبر عني ويؤخرني بها. فكلم أبو حنيفة صاحب المال، فقال صاحب المال: هي له قد أبرأته منها، فقال الذي عليه الحق: لا حاجة لي فيها، فقال أبو حنيفة: ليس الحاجة لك، وإنما الحاجة لي قضيت.

وقال النخعي: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن البهلول الكوفيّ، حدّثنا القاسم بن محمّد البجلي عن إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة أن أبا حنيفة حين حذق حمّاد ابنه، وهب للمعلم خمسمائة درهم.

وقال النخعي: حدّثنا محمّد بن إسحاق البكائي قال: سمعت جعفر بن عون العمري يقول: أتت امرأة أبا حنيفة تطلب منه ثوب خز، فأخرج لها ثوبا فقالت له:

إني امرأة ضعيفة وأنها أمانة، فبعني هذا الثوب بما يقوم عليك، فقال خذيه بأربعة دراهم، فقالت: لا تسخر بي وأنا عجوز كبيرة. فقال: إني اشتريت ثوبين فبعت أحدهما برأس المال إلا أربعة دراهم، فبقى هذا الثوب علىّ بأربعة دراهم.

أجاز لي محمّد بن أسد الكاتب أن جعفر الخلدي حدثهم ثم أخبرني الأزهري- قراءة- حدّثنا الحسن بن عثمان، حدّثنا جعفر الخلدي، حدّثنا أحمد بن محمّد الطّوسيّ، حدثني أبو سيعد الكندي عبد الله بن سعيد، حدّثنا شيخ سماه أبو سعيد الكندي قال: كان بأو حنيفة يبيع الخز، فجاءه رجل فقال: يا أبا حنيفة قد احتجت إلى ثوب خز. فقال: ما لونه؟ فقال: كذا وكذا فقال له: اصبر حتى يقع وآخذه لك إن شاء الله. قال: فما دارت الجمعة حتى وقع، فمر به الرجل فقال له أبو حنيفة قد


(١) انظر الحديث في: سنن الترمذي ٢٨١٩. ومسند أحمد ٢/ ٢١٣. والمستدرك ٤/ ١٣٥.
وفتح الباري ١٠/ ٢٦٠.
(٢) هكذا في الصيمصاطية، وفي الكوبريلي: «الشنبذي».

<<  <  ج: ص:  >  >>