أبيه. قال: سألت حدقة أبي بكر- يعني ابن عيّاش- فقال لي: ضعها على كفي فوضعتها على كفه ثم بكيت، فقال: أتبكي عليّ وقد قرأت القرآن ثمانين سنة؟
وأخرى أخبرك بها، أي بني ما أتت عليّ ليلة في مرض إلا وأنا أقرأ فيها القرآن. قال أبو زكريّا: فلما قدم أبو بكر بغداد قال: أنا صاحبكم الذي تعرفون.
أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسن بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا، حدثنا محمّد بن المثنى قال: سمعت إبراهيم ابن شماس قال: سمعت إبراهيم بن أبي بكر بن عيّاش قال: شهدت أبي عند الموت، فبكيت فقال: يا بني ما يبكيك؟ فما أتى أبوك فاحشة قط.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمّد بن إبراهيم الجوري أن عبدان بن أحمد بن أبي صالح الهمذانيّ حدثهم قال: حدثنا أبو حاتم الرّازيّ، حدثنا أحمد بن خالد قال: قيل لأبي بكر بن عيّاش: كيف قراءتك بالترتيل فقال: كيف أقدر أرتل وأنا أقرأ القرآن في كل يوم وليلة منذ أربعين سنة؟
أخبرنا عبد الرّحمن بن عبيد الله الحربيّ، حدثنا حبيب بن الحسن القزّاز، حدثنا محمّد بن إبراهيم الصعدي، حدثنا علي بن مسلم الهاشميّ، حدثنا عبد الرّحمن بن يحيى الصيداوي، حدثنا إبراهيم بن أبي بكر بن عيّاش قال: بكيت عند أبي حين حضرته الوفاة فقال لي: ما يبكيك؟ أترى الله يضيع لأبيك أربعين سنة يختم فيها القرآن كل ليلة؟.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ، حدثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، حدثنا أحمد بن محمّد بن مسروق قال: سمعت يحيى الحمّانيّ يقول: لما حضرت أبا بكر بن عيّاش الوفاة بكت أخته. فقال لها: ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية التي في البيت، قد ختم أخوك في هذه الزاوية ثمان عشرة ألف ختمة.
أخبرني ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سمعت مسلم ابن سلّام قال: مات أبو بكر بن عيّاش سنة ثلاث وتسعين ومائة، وقد جاز التسعين فذكر سنين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد الله: مات أبو بكر بن عيّاش سنة ثلاث وتسعين، وله ثلاث وتسعون.