للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن سريج موت محمّد بن داود نحي مخاده ومشاورة وجلس للتعزية. وقال: ما آسي إلا علي تراب أكل لسان محمّد بن داود (١).

حدّثني الحسن بن أبي طالب قال: أنشدنا يحيى بن عليّ بن يحيى العمريّ قال:

أنشدنا أبو محمّد جعفر بن محمّد الصّوفيّ قال: أنشدنا بعض إخواننا لأبي بكر محمّد بن داود الفقيه:

حملت جبال الحب فيك وإنني … لأعجز عن حمل القميص وأضعف

وما الحب من حسن ولا من سماجة … ولكنه شيء به الروح تكلف

حدّثني مكي بن إبراهيم الفارسيّ قال: أنشدنا ابن كامل الدمشقي لأبي بكر محمّد بن داود بن عليّ في حبيبه محمّد بن زخرف:

يا يوسف الحسن تمثيلا وتشبيها … يا طلعة ليس إلا البدر يحكيها

من شك في الحور فلينظر إليك فما … صيغت معانيك إلا من معانيها

ما للبدور وللتحذيف يا أملي … نور البدور عن التحذيف يغنيها

إن الدنانير لا تجلى وإن عتقت … ولا يزاد على النقش الذي فيها

أنبأنا أبو سعد الماليني، حدّثنا الحسن بن إبراهيم اللّيثي، حدّثني الحسين بن القاسم قال: كان محمّد بن داود يميل إلى محمّد بن جامع الصيدلاني، وبسببه عمل الكتاب «الزهرة»، وقال في أوله: وما ننكر من تغيّر الزمان وأنت أحد مغيريه، ومن جفاء الإخوان وأنت المقدم فيه، ومن عجيب ما يأتي به الزمان ظالم يتظلم، وغابن يتندم، ومطاع يستنصر. قال الحسن: وبلغنا أن محمّد بن جامع دخل الحمام وأصلح من وجهه، وأخذ المرآة فنظر إلى وجهه فغطّاه، وركب إلى محمّد بن داود، فلما رآه مغطي الوجه خاف أن يكون لحقته آفة. فقال: ما الخبر؟ فقال: رأيت وجهي الساعة في المرآة فغطيته وأحببت ألا يراه أحد قبلك: فغشي على محمّد بن داود.

قال اللّيثي: وحدّثني محمّد بن إبراهيم بن سكرة القاضي قال: كان محمّد بن جامع ينفق علي محمّد بن داود، وما عرف فيما مضي من الزمان معشوق ينفق علي عاشق إلا هو.

أخبرنا عليّ بن المحسن التّنوخيّ، أخبرنا أبي حدّثني أبو العبّاس أبو الحسن بن


(١) انظر في ذلك: المنتظم ١٣/ ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>