مكان الحرب أمرهم عمرو أن ينوِّروا ناراً؛ فغضب عمر وهمَّ أن يأتيه، فنهاه أبو بكر وأخبره أنه لم يستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك إلا لعله بالحرب، فهدأ عنه عمر رضي الله عنه. وأخرجه الحاكم عن عبد الله بن بُرَيْدة عن أبيه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه في غزوة ذات السلاسل - فذكره بنحوه، وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي: صحيح.
حديث عياض بن غنم في احترام الأمير
وأخرج الحاكم عن جُبَير بن نُفَير أنَّ عياض بن غُنْم الأشعري وقع على صاحبِ دارا حين فتحت، فأتاه هشام بن حكيم فأغلظ له القول، ومكث هشام ليالي، فأتاه معتذراً فقال لعياض ألم تعلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة أشدُّ الناس عذاباً للناس في الدنيا» . فقال له عياش: يا هشام، إنا قد سمعنا الذي قد سمعت، ورأينا الذي قد رأيت، وصحبنا من صحبت؛ ألم تسمع يا هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فلا يكلّمْه بها علانية، وليأخذ بيده، وليخْلُ به؛ فإنْ قبلها قبلها، وإِلا كان قد أدَّى الذي عليه والذي له» . وإنك يا هشام، لأنت المجترىء أن تجترىء على سلطان الله، فهلا خشيت أن يقتلك سلطان الله فتكون قتيل سلطان الله؟ قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد لم يخرِّجاه. وقال الذهبي: فيه ابن زريق واهٍ. وأخرجه البيهقي بهذا الإِسناد