للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: " يَمانيّة " صفة للبُرود؛ أي: منسوبة إلى اليمان.

فوله: " قطريّ " - بكسر القاف وسكون الراء (١) - نسبة إلى قطر بلدٌ

بين عُمان وسَيف البَحر، ويقال: إن البلد " قَطَر " - بَفتح القاف وفتح

الطاء- فلما نُسب الحُللُ إليها خفّفوها وقالوا: قطريّ- بكسر القاف

وسكون الطاء- والأصلُ: قطَري- بفتح القافَ والطاء-، ويُقال:

القطري: ضرب من البرود فيها حمرة، وقيل: ثياب حمرٌ لها أعلام فيها

بعض الخشونة، وقيل: حُلَل جياد تحمل من قبل البحرين.

فإن قيل: ما موقعه من الإعراب؟ قلت: رفعٌ؛ لأنه صفة للحلة؛

وإنما لم يقل: قطرية لأن التطاَبق بين الصفة والموصوف شرط؛ كما راعى

التطابق في قوله " حمراء " وفي قوله " يمانية " لأن القطري بكثرة

الاستعمال صار كالاسم لذلك النوع من الحُلل؛ ألا ترى إلى قول

البعض: كيف فسّر القطري وقال: هو ضرب من البرود فيها حمرة- أي:

نوع من البرود فلما صار كالاسم جاز فيه ترك علامة التأنيث، كما في

حائض وخادم ونحوهما، لما خرَجت من الصفتيّة صارت كالاسم،

فاستوى فيها التذكير والتأنيث؛ فالتذكير أولى لأنهَ الأصل. وهاهنا ثلاث

صفات للحلّة؛ الأولى: صفة الذات؛ وهي قوله " حمراء "، والثانية:

صفة الجنس؛ وهي قوله " بُرودٌ " بَيّن به أن جنسَ هذه الحلة الحمراء من

البرود اليمانية، والثالثة: صفة النَوع؛ وهي قوله " قطري " لأن البُرود

اليمانية أنواع؛ نوع منها: قطريّ، بينه بقوله " قِطري ".

قوله: " وقال موسى: قال " أي: قال موسى بن إسماعيل في روايته:

قال أبو جُحيفة: رأيت بلالاً خرج إلى الأبطح- يعني: أبطح مكة-

وهو مَسيل واديها، ويُجمَع على البطاح والأباطح.

قوله: " لَوَى عنقه " أي: أمالَ عنقه يمينًا وشمالاً؛ من لوى الرجلُ

رأسَه، وألوى برأسه أمال وأعرض؛ من باب ضرب يضرب.

قوله: " ولم يَستدِر " يعني: لم يَدُر؛ يُقال: دارَ يَدُور واستدار يستدير


(١) كذا، والجادة: " بكسر الطاء ".

<<  <  ج: ص:  >  >>