للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: نقول كما قال الله: هو كلمة الله وروحه ألقاها إلى مريم العذراء البتول التي لم يمسها بشر، ولم يفرضها ولد، قال: فرفع عودا من الأرض، ثم قال: يا معشر الحبشة والقسيسين والرهبان، والله ما يزيدون على الذي نقول فيه ما سوى هذا، مرحبا بكم، وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله، وأنه نجد في الإنجيل، وأنه الرسول الذي بشر به عيسى ابن مريم، انزلوا حيث شئتم، والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه، وأمر بهدية الآخرين فردت إليهما، ثم تعجل عبد الله بن مسعود حتى أدرك بدراً وزعم أن النبي- عليه السلام- استغفر له" وذكره أبو نعيم في " الدلائل " بإسناده إلى أبي موسى، كما ذكره أبو داود، وذكر ابن إسحاق هذه القصة بأبسط مما ذكر بإسناده إلى أم سلمة- رضي الله عنها- وذكر الواقدي أن خروجهم إلى الحبشة كان في رجب سنة خمس من الهجرة، والله أعلم.

٥٨- باب: في الرجل يجمع موتاه في مَقْبَرة والقبر يُعَلمُ (١)

أي: هذا باب في بيان أن الرجل يجمع موتاه في مقبرة واحدة، ويُعَلمُ

على قبرهم بعلامة.

١٦٤١- ص- نا عبد الوهاب بن نجدة، نا سعيد بن سالم، ح ونا يحيى

ابن الفضل السجِسْتاني، نا حاتم- يعني: ابن إسماعيل- بمعناه، عن كثير ابن زيد المدني، عن المطلب، قال: "لما ماتَ عثمانُ بنُ مظعونٍ أخرِجَ بجنازته فدفنَ، أمرَ (٢) النبي- عليه السلام رجلاً أن يأتيه بحَجَر، فلم يستطًع حَمْلًهَا (٣) ، فقامَ إليه رسولُ الله- عليه السلام- وحَسَرَ عن ذراعَيْهِ "


(١) في سنن أبي داود: "باب في جمع الموتى في قبر، والقبر يُعلمُ "
(٢) في سنن أبي داود: "فأمر".
(٣) في سنن أبي داود: "حمله " وهي نسخة كما سيذكر المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>