وهذا الحديث مرسل؛ لأن عبيد الله لا سماع له من عمر، والحديث: أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، ولكن مسلماً ذكره متصلاً أيضا من رواية فليح بن سليمان، عن ضمرة بن سعيد، عن عبيد الله ابن عبد الله، عن أبي واقد قال:" سألني عمر "، وعبيد الله أدرك أبا واقد بلا شك.
فإن قيل: كيف سأل عمر عن هذا ومثله لا يخفى عليه هذا؟ قلنا: لعله اختبار له هل حفظ ذلك أم لا، أو يكون دخل عليه شك، أو نازعه غيره ممن سمعه يقرأ في ذلك ب "سبح " و"الغاشية" فأراد عمر الاستشهاد عليه بما سمعه أيضا أبو واقد.
ثم الحكمة من قراءته- عليه السلام- هاتين السورتين كونهما مشتملتين على الإخبار بالبعث، والإخبار عن القرون الماضية، وإهلاك المكذبين، وتشبيه بروز الناس للعيد ببروزهم للبعث، وخروجهم من الأجداث كأنهم جراد منتشر، والله تعالى أعلم.
* * *
[٢٤٠- باب: الجلوس للخطبة]
أي: هذا باب في بيان الجلوس لأجل الخطبة.
١١٢٦- ص- نا محمد بن الصباح البزاز، نا الفضل بن موسى السينَاني
نا ابن جرير، عن عطاء، عن عبد الله بن السائب قال: شَهدتُ مع رَسُول الله العيدَ، فَلَما قَضَى الصلاةَ قال:"إِنَّا نَخطُبُ، فَمَنَ أحَبَّ أنْ يَجْلَس للخُطبَةِ فَليَجلِس، وَمَن أحَبَّ أن يَذهبَ فَليَذهبْ "(١) .
(١) النسائي: كتاب صلاة العيدين، باب: التخيير بين الجلوس في الخطبة للعيدين (١٨٥/٣) ، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: ما جاء في انتظار الخطبة بحد الصلاة (١٢٩٠) .