للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعبد الله بن أوْس: الخزاعي. روى عن: بريدة، روى عنه:

إسماعيل بن سليمان. روى له: أبو داود، والترمذي (١) .

وبريدة: ابن الحُصَيْب.

قوله: " بَشر المَشائين " البشارة: الإخبار بما يُظهر سرور المخبَر به،

ومن ثم قالت الفقهاء: إذا قال الرجل لعَبيده: أيكم بشّرني بقدوم فلان

فهو حر، فبَشّروه فرادى عتق أولهم، لأنه هو الذي أظهر سُروره بخبره

دون الباقي، ولو قال مكان " بشرني ": " أخبرني " عتقوا جميعاً،

لأنهم جميعاً اْخبروه. ومنه " البشرة " لظاهر الجلد، وتباشير الصباح:

ما ظهر من أوائل ضوئه. المشائين: جمع مشاء، مبالغة ماشي، وصيغة

التفعيل إما لتكثير الفعل نحو طَوّفتُ، أو لتكثير الفاعل نحو: مَوّت

الحيوان إذا كثر فيها الموتُ، ومَوّت المال أي: مات أعداد كثيرة من المال،

والمال: هو الحيوان، أو لتكثير المفعول، وهو إنما يكون إذا كان الفاعل

وأحداً ومفعولاته كثيرةً ولفظ الفعل وأحداً، كقولك: قطعت الثياب،

أي: قطعت ثيابا كثيرةً، وغلقت الأبواب، أي: أغلقت أبوابا كثيرةً.

والمراد هاهنا من هذه الصيغة: تكثير الفعل، وهو الذي يكثر مَشْيَه إلى

المساجد في الظلم، والظلم - بضم الظاء وفتح اللام- جمع ظُلْمة.

وفيه حث وتحضيض- في كثرة السَّعْي إلى المساجد في ظلمات الليالي،

وبشارة أن جزاءه يوم القيامة: نور دائم حيث يموج الناس في الظلمات. والحديث: أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب. وقال الدارقطني: تفرد به إسماعيل بن سليمان، عن عبد الله بن أوس.

* * *

[١/١٩٢ -ب] / ٤٦- بَابُ: الهَدْئ في المَشْي إلَى الصَّلاةِ

أي: هذا باب في بيان الهدي في المشي إلى الصلاة، وفي بعض

النسخ: " باب ما جاء في الهدي " (٢) ، وفي بعضها: " باب الهُدوء ".


(١) المصدر السابق (١٤ / ٣١٧٠) .
(٢) كما في سنن أبي داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>