السورة أعظم أو أفضل بمعنى: أن الثواب المتعلق بها أكثر , وهو معنى الحديث. وإنما تميزت آية الكرسي بكونها أعظم " جمعت من أصول الأسماء والصفات من الإلهية والوحدانية والحياة والعلم [والملك](١) والقدرة والإرادة , وهذه السبعة أصول الأسماء والصفات ".
قوله:" ليَهْن لك أبا المنذر العلمُ " فيه منقبة عظيمة لأبيّ، ودليل على كثرة علمه، وفيه تبجيل العالم وجواز مَدح الإنسان في وجهه إذا كان فيه مصلحة، ولم يُخَفْ عليه إعجابٌ ونحوُه لكمال نفسه، ورسُوخه في التقوى، وفيه تنشيط العالم إذا رآه قد أصاب، وتنويهه به، وسرُوره بما أدركه من ذلك، وفيه إلقاء العالم المسائل على أصحابه ليَخْتبر معرفتهم، وليعلمهم ما لعلهم لم يَتنبهوا للسؤال عنه، ويُحْتمل جواب أُبيّ بما قد سمعه منه- عليه السلام- قبل. وقوله " العلم " مرفوع لأنه فاعل لقوله " ليَهْن "" وأبا المنذر ": جملة ندائية معترضة بَيْنهما. و" ليَهْنِ ": من هَنُؤ الطعام يَهنؤ هَناءةً، أي: صَار هنيئًا، وكذلك: هَنِئ الطَعامُ يَهنَأُ , والحاصل: أنه يجيء من البابَيْن من باب فعُل يفعُلُ- بالضم فيهما-، ومن باب فعِل يَفعَل بالكسر في الماضي، والفتح في المستقبل. والحديث أخرجه: مسلم.
***
٣٣٩- بَاب: فِي سُورة الصَّمدِ
أي: هذا باب في بيان فَضِيلة سورة الصمد , ومعنى الصمد: المصمود إليه في الحوائج , لا مَن تدعونه من ساداتكم، وقيل: هو الذي يُطعِم ولا يُطعَم، قال الشعبي: الذي لا يأكل ولا يشربُ، وقال قتاده: الباقي بعد فناء خلقه، وقال الحسن: الدائم الذي لا يزال ولم يزل، وقال القرطبي: الذي انتهى إليه السُّؤدد، وقال الكلبي: لا عيب فيه، وقال السُّني: مقصود للرغائب مُستجاب للنوائب، وقال أبو هريرة: مستغني