للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " أي الأعمال أفضل؟ قَال: طول القيام " قد مر فيما تقدم أن مثل هذا الجواب على حسب اختلاف الأحوال والأشخاص، فإنه قد يقال خير الأشياء كذا، ولا يراد أنه خير جميع الأشياء من جميع الوجوه "، وفي جميع الأحوال والأشخاص بل في حال دون حال، أو يكون المراد من قوله" طول القيام" يعني: من أفضل الأعمال طول القيام، كما يقال: فلان أعقل الناس وأفضلهم، ويراد انه من أعقلهم ومن أفضلهم. ثم اختلف العلماء في النوافل أيها أفضل؟ طول القيام وإن قل الركوع، والسجود؟ أو الإكثار من الركوع والسجود؟ فقيل: طول القيام أفضل لهذا الحديث، ولما روى مسلم في "صحيحه" من حديث جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل الصلاة , طول القنوت " والمراد به هاهنا القيام، وهو مذهب أبي حنيفة،،- الشافعي أيضاً. وقال صاحب " المحيط ": وطول القيام أفضل من طول الركوع والسجود، واستدل بالحديث المذكور، وقيل: الإكثار من الركوع والسجود أفضل، وإن خف , القيام، لقوله- عليه السلام- لربيعة بن كعب: " فأعني على نفسك بكثرة السجود " الحديث (١) وقد مر الكلام في هذا الباب مستوفى.

***

٣٠٠- باب: صلاةُ الليل مثنى مثنى

أي: هذا باب في بيان صلاة الليل النافلة ركعتين ركعتين.

١٢٩٦- ص- نا القعنبي، عن مالك، عن نافع، وعبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، أن رجلاً سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن صَلاة اللَّيْلِ؟ فقالَ رسولُ الله- عليه السلام-: " صَلاةُ الليلَ مَثْنى مَثْنَى، فإَذا خَشِيَ أحدُكُم الصبحَ صَلى رَكْعةً واحدةً، تُوتِرُ له مَا قَد صَلَّى " (٢) .


(١) تقدم قبل خمسة أحاديث.
(٢) مسلم: كتاب صلاة المسافرين، باب: صلاة الليل مثنى مثنى (٧٤٩/ ١٤٥) ، النسائي: كتاب قيام الليل، باب: كيف الوتر بواحدة؟ (٣/ ٢٣٣) ، ابن "ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: ما جاء في صلاة الليل ركعتان (١٣٢٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>