للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حيث شبه البيت الذي لا يُصلى فيه بالقبر الذي لا يتأتى فيه من ساكنه عبادة. واختلفوا في معنى هذا الحديث , فقيل: إنه ورد في النافلة , لأنه - عليه السلام- قد سن الصلوات في الجماعة، ورغب في ذلك، وتوعد من تخلف عنها لغير عذر، ولأنها إذا كانت في البيت كانت أبعد من الرياء والشغل بحديث الناس , فحضّ رسول الله على النوافل في البيوت , إذ السرّ فيها أفضل من الإعلان، وعلى هذا تكون " مِن " زائدة , كأنه قال: اجعلوا صلاتكم النافلة في بيوتكم، وإلى هذا ذهب البخاري. وقيل: إنه ورد في الفريضة و " مِن " للتبعيض , كأنه قال: اجعلوا بعض صلاتكم في بيوتكم ليقتدي بكم أهلوكم، ومَن لا يخرج إلى المسجد منهم، ومَنْ يلزمكم تعليمه لقوله تعالى: {قُوا أنفُسَكُمْ وأهْليكُمْ نَارًا} (١) . ومن تخفف عن جماعة لجماعة دان كانت أقل لم يتخلَف عنها، ومن أصاب في بَيته جماعةً فقد أصاب سُنَّة الجماعة وفضلها.

قلت: قد قررنا الكلام فيه مرةً وذكرنا أن " مِن " للتبعيض، وأنها لا ترادُ في الإثبات، وأن المراد من الصلاة: مطلق الصلاة، فيتناول الفرض والنفل، وأن المعنى: من بعض صلاتكم الذي هو النفل من مطلق الصلاة، فا فهم.

وقد ترجم البخاري على هذا الحديث " كراهة الصلاة في المقابر " يُريد أن القبور لا تجوز فيها الصلاة , وهذا كلام بعيد، وترجمة غير مناسبة. والحديث أخرجه الجماعة.

***

٣٣٣- بابٌ (٢)

أي: هذا باب، أي: نوع من أنواع ما يتعلق بالأبواب الماضية، أو بالباب الذي يليه.


(١) سورة التحريم: (٦) .
(٢) في سنن أبي داود: " باب طول القيام ".

<<  <  ج: ص:  >  >>