للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٨- باب: الرخصة في ذلك]

أي: هذا باب في بيان الرخصة في خروج الرجل من ماله.

١٧٩٧- ص- نا قتيبة ويزيد بن خالد بن مَوهب الرملي قالا: نا الليث، علي أبو الزبير، عن يحيى بن جعدة، عن أبي هريرة أنه قال: يا رسولَ الله، أي الصدقةِ أفضلُ؟ قال: " جُهْدُ المُقِلِّ، وابْدَأ بمَنْ تَعُولُ " (١) .

ش- أبو الزبير محمد بن مسلم المكي. ويحيى بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ- بالذال المعجمة-: ابن عمران بن مهزوم القرشي المخزومي. روى عن: أبي هريرة، وزيد بن أرقم، وأم هاني بنت أبي طالب. روى عنه: مجاهد، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير، وحبيب بن أبي ثابت. قال أبو حاتم: هو ثقة. روى له: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه (٢) .

قوله: "جُهد المقل" بضم الجيم، أي: قدر ما يحتمله حال القليل المال، وقد مر غير مرة أن الجهد- بالضمة بمعنى: الوسع والطاقة، وبالفتح: المشقة، وقيل: المبالغة والغاية، وقيل: هما لغتان في الوسع والطاقة، فأما في المشقة والغاية فالفتح لا غير، ومنه حديث الدعاء: "أعوذ بك من جَهد البلاء" أي: الحالة الشاقة، وارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف، أو على أنه مبتدأ خبره محذوف، والمعنى: أفضل الصدقة جهد المقل، أو جهد المقل أفضل الصدقة.

١٧٩٨- ص- نا أحمد بن صالح وعثمان بن أبي شيبة- وهذا حديثه- قالا: نا الفضل بن دكين، نا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب يقولُ: أمَرَنَا رسولُ الله- عليه السلام- أن (٣) نَتَصَدقَ، فَوَافَقَ ذلك مالا عندي، فقلتُ: اليوم أسبقُ أبَا بكر، إِنْ سَبَقْتُهُ يوما فجِئتُ بنصفِ مَالي، فقالَ رسولُ اللهِ- عليه السلام-:/ " ما أبقيتَ


(١) تفرد به أبو داود.
(٢) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (٣١/ ٦٨٠١) .
(٣) في سنن أبي داود: " أمرنا رسول الله " يوما أن ".

<<  <  ج: ص:  >  >>