للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " إن من أشراط الساعة " الأشراط: جَمع شرَط- بفتح الراء-

وهو العلامة، والأشراط: العلامات، ومنه سفيت شُرَط السلطان،

لأنهم جعلوا لأنفسهم علامات يُعْرفُون بها، كذا قال أبو عبيد. وحكى

الخطابي عن بعض أهل اللغة أنه أنكر هذا التفسير وقال: أشراط الساعة:

ما ينكره الناسُ من صغار أمُورها قبل أن تقوم الساعة، وشُرَطُ السلطان:

نُخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جُنْده. وقال "ابن الأعرابي:

هم الشُرَط- بالفتح- والنسبة إليهم: شُرَطي، والشُرطة والنسبةُ إليهم:

شُرطي. و " لساعة ": القيامة، وا لساعة: الوقت الحاضر، والجمع: [١/ ١٩٩ - أ] الساع والساعات، وأصلَ ساعة: سَوَعَة؟ قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، والدليلُ علي إذا صغرتها تقول: " سُوَيْعة ".

قوله: " أن يتدافع " من باب التفاعل وهي للمشاركة نحو: تقاسم

القومُ، والمعْنى: كل واحد منهم يدفع الإمامة إلى الآخر، ولا يَرْضى

أحد أن يتقدم إما لجهلهم بأحوال الإمامة، وإما لاختلافهم وعدم اتفاقِهم

على إمامة واحدٍ، وإما لعدم مَنْ يَؤُم حسْبة لله تعالى، أو غير ذلك من الوجوه. َ والحديث: أخرجه ابن ماجه- أيضاً.

٥٥- بَابُ: مَن أحق بالإمامة

أي: هذا باب في بيان من أحق بالإمامة، وفي بعض النسخ: " باب

ما جاء فيمن أحق بالإمامة

٥٦٤- ص- نا أبو الوليد الطيالسي: نا شعبة: أخبرني إسماعيل بن

رجاء قال: سمعت أوْس بن ضَمْعجٍ يُحدث عن أي مَسْعود البدري قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يؤمُّ القومَ أقرؤهُم لكتاب الله وأقدمُهُم قراءةً، فإن

كانوا في القراءة سواءً فليؤمهم أقدمهم هجرةً، فإن كانوا في الهِجرة سواءً

فليؤمَّهم أكبرهم سنا، ولا يُؤَمُّ الرجلُ في بَيْته ولا في سُلطانه، ولا يُجلسُ

على تكْرمته إلا بإذنه " (١) .


(١) مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: من أحق بالإمامة (ْ٢٩ / ٦٧٣) ،=

<<  <  ج: ص:  >  >>