للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " وكان يكره النوم قبلها " أي: قبل العشاء؛ وذلك لأنه تعرض

لفواتها باستغراق النوم.

قوله: " والحديث بَعدها " أي: كاد يكره الحديث بعد العشاء؛

" (١) وذلك لأن السَّهر في الليل سبب للكسل في اليوم عما يتوجه من

حقوق الدين والطاعات ومصالح الدين. قالوا: المكروه منه: ما كان في

الأمور التي لا مصلحة فيها؛ أما ما فيه مصلحة وخير فلا كراهة فيه؛

وذلك كمدارسة العلم، وحكايات الصالحين، ومحادثة الضيف والعروس

للتأنيس، ومحادثة الرجل أهله وأولاده للملاطفة والحاجة، ومحادثة

المسافرين لحفظ متاعهم أو أنفسهم، والحديث في الإصلاح بين الناس،

والشفاعة إليهم في خير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإرشاد

إلى مصلحة ونحو ذلك، وكل ذلك لا كراهة فيه، وقد جاءت أحاديث

صحيحة ببعضه، والباقي في مَعناه ".

قوله: " وكان يَقرأ فيها " أي: في صلاة الصبح من ستين آيةً إلى مائة

آيةٍ؛ وهذا يدل على أنه كان يَبتدئ في أول الوقت.

والحديث: أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه،

وأخرج الترمذي طرفا منه.

٣- بَاب: في وَقت الظُّهرِ

أي: هذا باب في بيان وقت صلاة الظهر، وفي بعض النسخ: " باب

ما جاء في وقت الظهر ".

٣٨٣- ص- نا أحمد بن حَنبل ومُسدّد قالا: نا عبّاد بن عباد: نا محمد

ابن عَمرو، عن سعيد بن الحارث الأنصاريّ، عن جابر بن عبد الله. قال:

" كنتُ أصلي الظهرَ معِ رسول الله فاخذُ قَبضةً من الحَصَى لتَبرُدَ في كَفِّي،

أضَعُهَا لجَبهَتِي أسجدُ عليها لِشدةِ اَلحرَ " (٢) .


(١) انظر: شرح صحيح مسلم (٥/١٤٦) .
(٢) النسائي: كتاب التطبيق، باب: تبريد الحصى للسجود عليه (٢/٢٠٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>