كتاب شرح سنن أبي داود للعيني

١ - كتاب الطهارة - ٤٢- باب: في الرجل يدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها - ج: 1 - ص: 276

هذا توجيه كلام ربيعة، ولكن الذكر الذي يضاد النسيان هو بضم الذال؛

لأن ذكر القلب لا يجيء إلا بالضم، والذكر بالكسر يكون باللسان،

والمراد بالذكر المذكور في الحديث هو ذكر اللسان بالكسر، فكيف يلتئم

كلام ربيعة؟ والظاهر أن فيه تعسفاً وتأويلاً بعيداً لا يدل عليه قط قرينة من

قرائن اللفظ، ولا من قرائن الحال، ولا حاجة إلى هذا التكلّف إذا

حملناه على نفي الفضيلة كما ذكرنا.

***

[٤٢- باب: في الرجل يدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها]

أي: هذا باب في بيان حكم الرجل إذا أدخل يده في الإناء قبل أن

يغسلها. وفي بعض النسخ: " باب: يدخل يده في الإناء قبل أن

يغسلها؟ ".

٩٢- ص- حدثنا مسدد قال: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي رزين

وأبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا قام أحدُكُمْ من

الليل فلا يغْمسْ يدهُ في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات، فإنه لا يدْري أين

باتتْ يدُهُ " (١) .

ش- أبو معاوية الضرير، وسليمان الأعمش، وأبو رزين مسعود بن

مالك، وأبو صالح ذكوان السمان، كلهم قد ذكروا.

قوله: " من الليل " أي: من نوم الليل، وإنما قيد الليل لكونه الغالب،

---

(١) البخاري: كتاب الوضوء، باب: الاستجمار وتراً (١٦٢) ، مسلم: كتاب
الطهارة، باب: كراهية غمس المتوضئ وغير. يده المشكوك في نجاستها في
الإناء قبل غسلها ثلاثاً له (٢٧٨) ، الترمذي: كتاب الطهارة، باب: إذا استيقظ
أحدكم من منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها (٢٤) ، النسائي:
كتاب الطهارة، باب: الوضوء من النوم (١/٩٩) ، ابن ماجه: كتاب الطهارة
وسننها، باب: الرجل يستيقظ من منامه هل يدخل يده في الإناء قبل أن
يغسلها؟ (٣٩٥) .