للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: ما التوفيق بين الحديثين- أعني. حديث همام، عن أبي هريرة، وحديث عطاء عنه-؟ فإن حديث همام يصرح أنها إذا أنفقت من كسب زوجها من غير أمره فلها نصف أجره، وحديث عطاء يصرح بأنه لا يحل لها أن تصدق من مال زوجها إلا بإذنه. قلت: قد قررنا أن تأويل الحديث الأول على الإذن أيضاً إما بطريق العموم، أو بطريق العرف والعادة، فكل من الحديثين يشتمل على الإذن مطلقاً سواء كان صريحا أو دلالة، فافهم.

٤٣- باب: في صِلَة الرحم

أي: هذا باب في بيان صلة الرحم، اَلصلة أصلها: وصل، فلما حذفت الواو عوض عنها الهاء كعدة أصلها وعد.

١٨٠٩- ص- نا موسى بن إسماعيل، لا حماد، عن ثابت عن أنس قال: لما نَزَلَتْ: {لَن تَنَالُوا البِر حتى تُنفقُوا مما تُحبونَ} (١) ، قال أبو طلحةَ: يا رسولَ الله، أرَى ربنا يَسْألُنَا من أمْوَالَنَا، فَإني أشْهِدُكَ يرني جَعَلتُ أرْضِيِ بَاريحاء له، فقال (٢) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " اجعلها في قرابتك "، فَقَسَمَهَا بين حسان بنِ ثابت وأبيَّ بنِ كَعْب (٣) .

ش- حمادَ بن سلمة، وَثابت البناني، وأنس بن مالك- رضى الله عنه-. قوله: "باريحاء" هكذا وقع هاهنا باريحاء: بفتح الباء الموحدة، بعدها ألف ساكنة، وبراء مكسورة، بعدها ياء آخر الحروف ساكنة، وبحاء مهملة ممدودة، والمشهور: بيرحاء، وقد اختلف الرواة في ضبطها، فقيل: بضم الراء في الرفع، وفتحها في النصب، وكسرها في


(١) سورة آل عمران: (٩٢) .
(٢) في سنن أبي داود: "فقال له".
(٣) مسلم: كتاب الزكاة، باب: فضل النفقة والصدقة على الأقربين (٩٨٨) ، النسائي: كتاب الإحباس، باب: كيف يكتب الحبس؟ (٦/ ٢٣١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>