قوله: " من أطول بَيت " أي: أرفعه بناء.
قوله: " فيأتي بسَحر " السحَر: قُبِيل الصبح؛ وهو هَاهنا مُنصرفٌ لأنه
نكرة: كما في قوله تَعالى: (إِلاَّ آلَ لُوط نَجينَاهُم بسَحَرٍ) (١) فإذا
قلت: سحرنا هذا إذا أردت به سحر ليلتك لًم تصرفه؛ لأنه معدول عن
الألف واللام وهو معرفة، وقد غلب عليه التعريف بغير إضافة ولا ألف
ولام كما غلب ابن الزبير على واحد من بنِيه، وتقول: سير على
فرسخك سحَرَ يا فتى، فلا ترفعه لأنه ظرف غير متمكن، وإن أَردت به
نكرةً أو سميتَ به رجلا أو صغرته انصرف؛ لأنه ليس على وزن المعدول
كآخر يقول: سير على فرسخك سُحيراً؛ وإنما لم ترفعه لأن التَّصغير لم
يُدخله في الظروفَ المتمكنة كما أدخله في الأسماء المنصرفة.
قوله: " أن يقيموا دينك " أي: لأن يقيموا دينك.
قوله: " تركها " أي: الكلمات المذكورة، وفسرها بقوله بعد ذلك:
" هذه الكلمات ". والمقصود من تبويب هذا الباب: استحباب الأذان فوق
الأماكن العالية؛ لأن الأذان إعلام الغائبين، فكلما كان المكان أرفع كان
الإعلام أبلغ. وفي " المصنف ": نا أبو خالد، عن هشام، عن أبيه
قال. أمر النبي- عليه السلام- بلالا أن يؤذن يوم الفتح فوق الكعبة
حدثنا أبو بكر قال: نا عبد الأعلى، عن الجريري، عن عبد الله بن
شقيق قال: من السُنَّة: الأذان في المنارة، والإقامة في المسجد، وكان
عَبد الله يَفعله.
٣٣- بَابُ: المُؤذّن يَستديرُ في أذانِه
أي: هذا باب في بيان المؤذن يَستدير- أي: يدور يمينًا وشمالا- في
أذانه، وفي بعض النسخ: " باب ما جاء في المؤذن ".
(١) سورة القمر: (٣٤) .