للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روايتهما احتمالا، وهو ما ذكره محمد بن الحسن في صلاة الأثر، فقال: يحتمل أنه- عليه السلام- أطال الركوع زيادة على قدر ركوع سائر الصلوات، فرفع أهل الصف الأول رءوسهم ظنا منهم أنه- عليه السلام- رفع رأسه من الركوع، فمن خلفهم رفعوا رءوسهم، فلما رأى أهل الصف الأول رسول الله راكعا ركعوا، فَمَنْ خلفهم ركعوا، فلما رفع - عليهما السلام - رأسه من الركوع رفع القوم رءوسهم، ومَن خلف الصف الأول ظنوا أنه ركع ركوعه، فرووه على حسب ما وقع عندهم، ومثل هذا الاشتباه قد يقع لمن كان في آخر الصفوف، وعائشة- رضي الله عنها- كانت واقعة في صف النساء، وابن عباس في صف الصبيان في ذلك الوقت، فنقلا كما وقع عندهما، فيحمل على هذا توفيقا بين الروايات.

***

[٢٤٩- باب: من قال: أربع ركعات]

أي: هذا باب في بيان من قال: إن في صلاة الكسوف أربع ركعات. ١١٤٩- ص- نا أحمد بن حنبل، نا يحيي، عن عبد الملك، لا عطاء، عن جابر بن عبد الله قال:- كَسَفَت الشمسُ على عهدِ رسول الله، وكان ذلك اليوم (١) الذي مات فيه إِبراهيمُ ابْنُ رسول الله- عليه السلامَ-َ فقال الناسُ: إنما كَسَفَتْ لِمَوْت إِبراهيمَ (٢) ، فقام النبي- عليه السلام- فَصلى بالناسِ ست رَكَعَات فِي أَربع سَجَدَات، كبرَ، ثم قَرَأ فَأطالَ القِراءةَ، ثم رَكَعَ نَحواً ممرا قَامَ، ثم رفعَ رأسَه فَقَرَأ لُهنً القِراءَة الأولَى، ثم رَكَعَ نحوا مما قامَ، ثم رَفَعَ رأسَه فَقَرَأ قِراءة " (٣) الثالثةِ لحُونَ القِرَاءةِ الثانية، ثم رَكَعَ نحوا مما قَامَ، ثم رَفعَ رَأسَه فانْحَدرَ للسجُودِ فَسَجَدَ سَجْدتَينِ، ثَم قَامَ فركعَ ثلاثَ ركعاتٍ


(١) في سنن أبي داود:" وكان ذلك في أليوم ".
(١٢ في سنن أبي داود: " إبراهيم ابنه صلى الله عليه وسلم ".
(٣) في سنن أبي داود:" القراءة ".

<<  <  ج: ص:  >  >>