للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإضافة إلى طهارته وجلالته. ورُوي: " فانتجشت " بالنون والتاء ثالث

الحروف والشين المعجمة من النجش، وهو الإسراع. ورُوي:

" فانبخست " بالنون والباء الموحدة، والخاء المعجمة، والسن المهملة،

واستبعده بعضهم. وقال غيره: النجس: النقص، فكأنه ظهر له نقصانه

عن مماشاة رسول الله لما اعتقده في نفسه من النجاسة.

قوله: " فقال: سبحان الله " إنما قال ذلك تعجباً من حاله، و " سبحان "

علمٌ للتسبيح، كعثمان علم للرجل، فإذا قلت: سبحان من هذا الأمر،

كأنك قلت: أسبح الله تسبيحاً من هذا الأمر، وهذا يقال عند العجب

كأنك قلت: أتعجب من هذا الأمر، ومن غاية العجب أسبح الله،

و" سبحان " إذا كان مضافاً نحو: " سبحان الله " فليس بعل؛ لأن العلم

لا يضاف، وإذا لم يكن مضافاً فهو علم غير منصرف للعلمية، والألف

والنون، وانتصابه بفعل محذوف، والتقدير: أسبح الله تسبيحاً.

ويستفاد من هذا الحديث أربع فوائد، الأولى: تأخير الغسل؛ لأنه

- عليه السلام- ما أنكر عليه ذلك لما سأله: " أين كنت؟ " وأخبره

أبو هريرة بما أخبره.

/والثانية: أن الجنب طاهر.

والثالثة: استحباب احترام أهل الفضل وتوفيرهم ومصاحبتهم على

أكمل الهيئات، وأحسن الصفات.

الرابعة: أن العالم إذا رأى من تابعه في أمر يخاف عليه فيه خلاف

الصواب سأله عنه، وبيّن له الصواب وحكمه.

***

[٨٣- باب: الجنب يدخل المسجد]

أي: هذا باب في بيان حكم الجنب إذا دخل المسجد.

٢١٧- ص- حدثنا مسدد، نا عبد الواحد بن زياد قال: نا فُليت بن خليفة

قال: حدثتني جسْرةُ بنتُ دجاجة قالت: سمعت عائشة- رضي الله عنها-

<<  <  ج: ص:  >  >>