للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " لم يذكر " أي: لم يذكر الحسن بن علي في روايته، أو لم

يذكر عبد العزيز في هذه الرواية: " والخير في يديك، والشر ليس

إليك "، ولكن راد في هذا الحديث: " ويقول عند انصرافه " أي: خروجه

من الصلاة:" اللهم اغفر لي " إلى آخره. وأخرجه الدارقطني هكذا.

وفي رواية لمسلم عن عبد العزيز بعد قوله: " والخير كله في يديك، والشر

ليس إليك "، وكذا في رواية أحمد في " مسنده "، ولم أجد في غالب

نسخ أبي داود المصححة: " والشر ليس إليك ".

واعلم أن مذهب أهل الحق من المحدثين والفقهاء والمتكلمين من

الصحابة والتابعين ومَن بعدهم من علماء المسلمين: أن جميع الكائنات

خيرها وشرها، نفعها وضرها كلها من الله سبحانه وتعالى، وبإرادته [١/٢٥٤-ب]

وتقديره، وإذا ثبت هذا فلابد من تأويل هذه اللفظة /، فذكر العلماء فيه أجوبة، أحدها: وهو الأشهر قاله النضر بن شميل والأئمة بعده

معناه: والشر لا يتقرب به إليك. والثاني: لا يصعد إليك إنما يصعد

الكلم الطيب. والثالث: لا يضاف إليك أدبا فلا يقال: نا خالق الشر،

وإن كان خالقه، كما لا يقال: يا خالق الخنازير وإن كان خالقها.

والرابع: ليس شرا بالنسبة إلى حكمتك، فإنك لا تخلق شيئاً عبثا.

٧٤٠- ص- نا عمرو بن عثمان، نا شريح بن يزيد قال: حدثني شعيب

ابن أبي حمزة: فقال لي ابن المنكدر وابن أبي فروة وغيرهما من فقهاء أهل

المدينة: فإذا قُلتَ أنتَ ذاكَ فقل: وأنا من المسلمينَ- يعني: قوله: " وأنا

أولُ المسلمينَ " (١) .

ش- عمرو بن عثمان القرشي الحمصي، وشريح بن يزيد الحضرمي

أبو حيوة الحمصي، وابن المنكدر هو محمد بن المنكدر القرشي التيمي.

وابن أبي فروة إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، أبو سليمان المدني

الأموي، مولى عثمان بن عفان أخو عبد الحكيم، وعبد الأعلى،


(١) تفرد به أبو داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>