للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " وبين خطاياي " الخطايا جمع خطية، كالعطايا جمع عطية.

قوله: " اللهم أنقني " وفي رواية: " نقني " من التنقية.

قوله: " كالثوب الأبيض " وجه التشبيه أن الثوب الأبيض إذا نظف من

الدنس والوسخ لم يبق فيه أثر ما من آثار الدنس، ويبقى مثل ما كان

أولاً فكذلك البدن إذا نقي من الذنوب، بأن غفرت له ذنوبه، وتطهر

من آثارها عاد إلى حالته الأولى، وهي أنه كان مثل الثوب الأبيض في

عدم تلبسه بالآَثام والأوزار، وإنما شبه ذلك بالثوب الأبيض دون غيره من

الألوان، لأن ظهور النقاوة في الأبيض أشد وكمل، لصفاء أبياض،

بخلاف غيره من الألوان.

قوله: " اللهم اغسلني بالثلج " ذكر أنواع المطهرات المنزلة من السماء

التي لا يمكن حصول الطهارة الكاملة، والنظافة في شيء إلا بأحدها،

تبيانا لأنواع المغفرة التي لا يخلص من الذنوب إلا بها، والمعنى: طهرني

من الخطايا بأنواع مغفرتك التي هي في تمحيص الذنوب بمثابة هذه الأصول

الثلاثة في (١) إزالة الأرجاس، ورفع الجنابة والأحداث، ويحتمل ابنه

سأل الله أن يغسل خطاياه بهذه الأصول التي يستعملها المتطهرون لرفع الأحداث، والمعنى: كما جعلتها سبباً لحصول الطهارة، فاجعلها سبباً

لحصول المغفرة، وبيان ذلك في حديث أبي هريرة، عن النبي- عليه السلام-: " إذا توضأ العبد المسلم، أو المؤمن فغسل وجهه / خرج من [١/٢٦٠-أ] وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء "

الحديث (٢) . وقال بعضهم: معنى قوله:" بالثلج، والماء، والبرد "

أنها أمثال، ولم يرد أعيان هذه المسميات، وإنما أراد التقيد في التطهير،

ويقال: هذه استعارة للمبالغة في الطهارة من الذنوب، والحديث محمول

على صلاة الليل كما ذكرناه، وأخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي،

وابن ماجه.


(١) مكررة في الأصل.
(٢) مسلم: كتاب الطهارة، باب: خروج الخطايا مع ماء الوضوء (٢٤٤ / ٣٢) .
-

<<  <  ج: ص:  >  >>