والأحوص بن حكيم، والحكم بن هشام، ومعمر بن راشد، وشريك النخعي، والمغيرة بن موسى، ومقاتل بن حيان، وجماعة آخرون،
ذكرتهم في " تاريخي "، مقدار سبعمائة وثلاثين رجلاً، من العلماء الأجلاء، والثقات الأثبات، وأما عُدَّة مشائخه الذين روى عنهم تبلغ
أربعَة آلاف نفس، ف " ذا كان الرجل بهذه المثابة، كيف لا يستحيي الدارقطني، وأمثاله، مثل البخاري، وابن الجوزي، والبيهقي، حتى
يحطون على مثل هذا الإمام، ويتكلمون في عِرْضِهِ، لأجل حظ الأنفس،
وارتكاب الهَوى الباطل، ولقد صدق الشاعر في قوله:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا شأوَه والقوم أعداء له وخصوم
وفي المثل السائر: البحر لا يكدره وقع الذباب، ولا ينجسه ولوغ
الكلاب.
وأما محمد بن الحسن فإنه أخذ العلم عن أبي حنيفة، وأبي يوسف،
وسمع منهما (١) ، وكذلك سمع من مِسْعر، والثوري، ومالك، والأوزاعي، وغيرهم، وأثنى عليه غير واحد من أهل العلم، وأكثرهم
ثناء الشافعي، وكتب عنه الشافعي ببغداد، وبالغ الشافعي في الثناء علي.
وقال محمد: ترك لي أبي ثلاثين ألف درهم، فأنفقت خمسة عشرة ألفا
على النحو، والشعر، وخمسة عشر ألفا على الحديث والفقه، وقال:
أقمت على باب مالك ثلاث سنين وكسْرا.
وأما موسى بن أبي عائشة أبو الحسن الكوفي، فإنه من الثقات
الأثبات. روى عنه: أبو حنيفة، والثوري، وغيرهما. وقال ابن عيينة:
كان من الثقات. وقال ابن معين: ثقة. وروى له الجماعة.
/ وإما عبد الله بن شَدَاد فهو من كبار التابعين، وثقاتهم، كما ذكرناه [١/٢٨٠-ب] في ترجمته، فإذا كان الأمر كذلك، يكون ما رواه محمد بن الحسن في
" موطئه " عن أبي حنيفة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن
(١) غير واضحة في الأصل.